الخميس، 17 ديسمبر 2009

قراءةٌ في جسدِ نمرةٍ خمريَّة




أكاديوس

غفى البرتقال
وقام الصولجان
على فراش الليل
والقمر ارتهان للرؤى
نزق الحواشي
مستريح الإنتظار
قبلة في مهب الاحتضان
دم تشظى فوق خمر
من عرق
قلقٌ سحابك
و الدنى تلد القلق
في أول التعميد
تغرقه ابتلاعاً ناعماً
واللثم ذاكرة الحروف المبهمة
التفتش عن معانٍ للخرافة
في مهاوي الأبجدية
سلم وسط افتراش
غط في جدل السرير
وصولجان مثل أفعى
في يدٍ من أقحوان
أنظر ففي عينين من خوف
ستذوي الروح
حتى آخر الخلق
تفري كل أحواض الرحيق
الشمع ذاب على مراكب
صحونا
والغارقون ركام
أغنيات
دون ترجمة
وغيب يستريح على وسادة
حين قبَّـلها
انطوى الوجع المحيط
وناحت كل نورسة
فهي ارتطام
صعقٌ وأوردةٌ تمورُ
وقنطروسٌ يستفيق من الركام
الصيف جاء
أيا فزّاعة الحقل استفيقي
قبل أن تلد السنابل
أمنيات
إلقِ جلابيبك قال الرب
وأبصر ذلك الملكوت
في الجسد الحرام
هنا سترسم كل خرائط الشبق
المجردة الثياب
هنا ستكتب كل قرآن تنزل فوق
سارية الغياب
أيا حادي الزغب المورد
هات لمسة العسل
الزلال اليرتعش لوناً
وجذع حطاب قديم
حز لوزته البرد
فارتمى الشفق الرحيم
على وتر مراهق
فارتوى القنديل
إني تنبأت فيك أيا صديق
الرحلة الألف
بعد ميلاد المطر
يا غجري القارب المتهالك
الموجات
يا عاشق الشوكولا
يا مغوي السمكات
يا سلالة الخطر
هذه بلاد الله فالتسن لك فيها
طعم فراولة هنا
ودوحة أجاص
وبطيخاً لم يساوره الشرك
السومريون
يلقون بالشبك
المزين بالحصى
الزرقاء والصفراء
ما أجمل ان نستجلب الرزق
بالسمك
على بياض اللجين
وشم من محيطات غريقة
كل حورية فيها غوايات
عريقة
من تحت هذا القوس
مرت كل حضاراتي
واحتراقاتي
ومت هناك
ولم أدفن إلى بلدي
معبد دونما باب
دونما وتد
أيان تدخله
تخرج بلا جسد
ياثورة مازلت أتبعها
ومازالت تفجرني فأتحدِ
مازلت أكحل عينيها بدمع اللوز
فتمطرني وجعاً
وجاء من أقصى الغابة
ظل لأفعى مجلجلة قديمة
على جبينها نقش تفاحة
من شجرة لاهوت
وكف إله
عطشان ظلي لشمسك
قال
وقالت
ادلف ها هنا النار
وارتوى
ومس قيثار السحاب بعرفه
ومر منعقداً
ومرت على كل الملائكة الكبار
وجاست حثيثاً في القفار
وأنا أموت هناك ... هناك
أموت ولا أقنع بملتحد
جيناتي على جيدها
الآن
قلائدٌ من لآليءَ مجدليَّة
تحبني لأنها ابنتي
وأحبها لأنها أمي
وهذا أخطر ما في القضية
*

دموعٌ مُكتَحِـلة




أكاديوس

دمعة فدمعة
ترحل يا بائع الكحل
من أخر المدائن الجميلة
لحيث منفاك الأخير
اللا وطن
لم تعد هنا من نسوة تكحل
الفجر
لم تعد غير نجوم لليتامى
السائرين في دروب الجوع
صوب أرجل المطر
ماكان لو كنت على سفر
وكنت اذ تخرج من جرابك الألوان
كي ترسم رمشاً هاهنا
وشماً خرافياً هناك
طرف سهم قاتل يقتلك
ثم لا تلوي على نفس
شريانك الظامئ من عصر الجليد
فارق الحروف
لا تترك الحصان
فإني قد ربطت طعنتي هناك
كي أنام لو هنيهة
من قبل أن يدركني الموت
وإني صائم منذ قصيدة
والتضاريس تلاشت من حروف السنة الحمراء
والطاووس ألقى خطبة الريش الخرافية
كانون والنيسان والربيع
وطير سنونو غارق في القصب
لا تزرع الحب فما عاد عليه من طلب
وازرع رماداً أيها الزارع حنة
المغول حاصروك
أيها البائع للصمت خطاك
فاركب المصاحف البيضاء
نحو سلم الغيوب
وامنح للربيع باقة الزهر
أين ستقضي درسك الساهر
لو مات القمر..؟
هي قبعات لأسئلة
سوف توردك الحنين
ظلك اليقضان يمارس صولة الشبق
لا تترك النوم فقد جف الأرق
والطيور غادرت مئذنة الرب القديمة
ونحن والزنازين على موعد سجن
فتمسك بالأنين
يا أيها الظنين
يا ملحداً كلَّ البوادي الخائنات
وعابد الخمر المدور في الشفاه
اليوم قد سكنت جراحك
والشيطان مات على رصيف مرمري
بعدما نسي القصائد
في جيب سياف قديم
فارق الطفولة
*

الجمعة، 11 ديسمبر 2009

من دراسة تأريخية لمدينة ملح سوداء




أكاديوس

قطارٌ تمتطيه الكلاب السائبة
بثيابها المخملية
وبقعها المزركشة
تتناوب على عذراء بلا وطن
والرب والملائكة
والناس تتابع أحداث الفيلم
بلهفة
***
متى سيموت الرب
سؤال أرَّقه وهو يصلي
فوق جنازة نخلة
وإن مات
كم نبي سيمشي وراء فطيسته
وكم هي نسبة من سيحتمل
الرائحة النتنة
إستغفرَ اللهَ
وتابعَ صلاتَهْ
***
عند القفص
الشباك المكتوم الفتحات
تعلقت الأيدي المغلولة
خائفة من حرية
تحاول تقتحم السجن
لكي تنجو فيه
فللقبور قداسة الأوثان
وأسرَّة الخوف الوافرة
ودفء البول
***
حين تقيأ من أول آية
عاد وفي اليوم الثاني
كي يتقأ من أختها
كمن يتعاطى الأفيون
أو من نزلت للشارع
تعرض جسدها
لأول من يبصق فيه
تفاهته
***
كان يحلم كل ليلة
بحصان طائر
يعرج به إلى جزر العراة
ليسمر بشمس الأجساد
ويضاجع خصاه
على بوابات القضايا القومية
ويتزحلق بفضلات الرب
على باب المعبد
وينكفئ سعيدا
بالنكهة
***
كانت أمه ترضعه
من خازوق حمار
فلما أصبح فتى
تبناه جمل أعور
فلما شب سقط عن ظهر القافلة
إلى ظهر السماء
فصار شاعراً ثورياً
مرموقاً
وسط رمال العهر الإلهي
ثم جيفة
***
وللدراسة بقية



الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

إعترافاتُ عاشقٍ عاهر



أكاديوس

حوضٌ لأنثى
ثم بوصلةٌ تسافر
في مطارِ الشرق
نايٌ فارق المدن المقدسة السعيدة
معتداً
وراح يبصق في مواخير الشتات
كل ألحان الوطن
ما كان ضرَّك ساقيَ المرِّ
لو أنصفت في مرَّك
ماكان صبرك فوق حريقنا
لو كان قد صبر الزمان
على أشواك فكرك
سعف يخوزقنا
على مسلات انتصارات قديمة
ويمنحنا الصلاة
يا أيها الوطن الصليب
عطر جبينك بالنجوم
تناثر مثل رحم العندليب
وزاحم كل أسوار الغيوم
لا تفتح الباب للغرباء
فالدنيا مصابيح محطمة
نسير حفاتاً فوق شظايا ضوءها
المتكسِّرة
والوطن افترت على أشلاء جثته
كل ذؤبان القرى المتعاهرات
على خطى أنبياء السوء
وانزوت العصافير
في ركن من الخوف
عيناكِ يابغداد وهج خطيئة
وسلالة من قرابين المجوس
على عتبات رب من نباح
عيناكِ يابغداد
ثم مضت تقارعنا الدروب
ونحن نمتد احتضارات حنونة
لا تقرأ التأريخ
فالقلم احتوشوه من كل الخطوط
واقتلعوا عيونه
أسلِم ولن تسلَم
فربك لا يحب الصابرين وانت صابر
وربك لا يحب العابرين وانت عابر
وربك لا يحب العاهرين وانت عاهر
وأنت تعفر شوق الأرض
للمحراث
تذكر أيها المشنوق
أنك واحد من أربعين نبياً
سوف نأكلهم
ونرحل للسماء
تذكر أنك لا تغيب عن آياتنا العظمى
وأحواض المزابل
وأنا سوف نرجم حلمك السكران
من ألف ونبني فوق جثته
المهازل
عيناكِ يا بغداد
وقلت أبكي قبل موتي
أبكيني
ولكن البكاء يطول
على جدران صوتي
تسعى القيود أفاعٍ
صوب أحلام انتفاضتنا العتيدة
والوطن اشتراه السارقون
على رغيف ذلِ
وصار وهماً من أوهام زنبقة عنيدة
وليلى همُّها الوصل
والوصل في ورق الزنازين العتيقة
والجلاد مات
وفي فمه المفتاح والقفل
مهما يطول بنا التابوت
لا بد ننحر صمت الرب
في آياتنا
ونعود وشماً في حوض أنثى
لا تهاب الحب
تسافر في مطار الشرق
دون بوصلة
ولا كفن
*

الجمعة، 27 نوفمبر 2009

سأغلق مدونتي وحسابي في الفيس بوك قريباً جداً مع اعتذاري ومحبتي


زائِرةُ الوَهْم




أكاديوس

كانت هناك
وكان وعداً من قميص انتظار ممزق
كانت هناك
ولفافة من حشيش دنس
كانت هناك
وبيت لأرملة سوداء
تتعرى بثوب قديم أسمته
حرية
 وخلفها هيكل
من هلام شحوم خائرة
طالما تمرغ في باحة من نزق
على صدر غانية هوى هنا
وهناك فوق ورك قديم تعفن واختنق
هما صورتان
يعلو الريح نقشهما الحنون
وخلف التلاقي المستريح على مداها
قبعات من جنون
والتمر ينتظر اغتصابات الشموس
على أشلاء فخذين من كرب
وقبرة المنون
مشت الرقاب على اهتزازات السفينة
وكنتِ بيني تمتطين جوانحي
وتعربدين كما المصابيح
التعكر صفو ليلتنا الحزينة
خمرية واللون جرد كل لهاث زئبقة
مستوحداً في كأس عاصية سعيدة
تمشين مسحاً فوق مئذنتي كرسم الرب
فوق ساحات المشانق والقيامة
هاهو الغول بعثر خوفي في أزقته
وأوغل في مرارتي المقدسة المديدة
قلق عليك أن تضيعي
في صحارى قوم عاد
ولا تعودي
قلق بأن تندس أرجلك الموردة الملامس
في جيب رملي خال
ياحبي السرَّح بالبال
فما عدت على البال
وما عادت نسمات الشوق تغطيني بيديه
وتنثرني في الآفاق
حمامات بيضاء
بلا وطن إلاه
بلا أرجوحة غيم إلا خداه
بلا ذنب يأخذني لخطاياه
بلا عربون يملكني ويبدد شرواه
بلا حد يقتلني وأقول
الله
الله
الله
*

الأحد، 22 نوفمبر 2009

أطفالُ الحرب



أكاديوس



أنبِش طينـَك أيها القبر الدماغي الحصين
أخرج بذور الموت البرونزية
التي زرعوها في يبابك
وسقوها سفحا دما عرمرما
من طفولة شعب
ضيع العاب الغمام
على وسادات الرمل الممتعضة
فتناثر شظايا من كبت
واحترقت أحلامه الغضة
وسط الظهيرة
ينام نهد الأرض على وجل
وتنبت ريشة فوق الأكمة
كشجيرة يتيمة ملعونة
لم تعرف الرحمة
أنا طفلك أيتها الأم التنفث دخانها في رئتي
حليباً قاتم النظرات
ينحال لخوف
قبليني ما أزال أناغيكي بموتي
قبليني فالنار ستأكل بعد دمائي صوتي
قبليني يا أمي الهامدة الممتدة
يا شعواء اللغة الممهورة بالظيم
يا عنتي
يا ذَنْبَ الرب
ويا ذَنَبَ الكلب
تضاريس اللغة الممحوة في لغتي
جلمود يدفن آهاتي
ويهيل الموت على موتي
أفتح صدري لسماء الرب وترحي
فيبصق من فوق العرش
بلسع الملح على جرحي
تقصفنا الريح واذ نجري
لا نعرف يوما لا ندري
ان القداح برائتنا
ترمى في كف منتحرِ
ومواسمنا لا تتركها
قسمات الصبر على الصبر
يا وطنا ضيعنا فيه
ومضت للسبي أغانيه
وشم للقهر على المطر
حبيبتي يا زهرة الصحراء
طرزي حلمي المقهور
بالقبلات
بمواسم الأمطار
تنشيء في دمي الفورات
يا لمسة الحنو اللذيذ على يدي
في دولة كانت ككل نوارس الآهات
إني أشيد هاهنا على مراياي القديمة
كل خرائط السفر القريب بلا مرساة
فأنتِ لي وطن لا يغادرني هواه
على فم الجنات
*

الجمعة، 6 نوفمبر 2009

كلمات مواطن ملعون



أكاديوس

قال يا وطني
إني رأيت أحد عشر خنجراً
والشمس والقمر
يبصران كشاهدي زور
انبجاس الروح من الدم المسلوب
عند رصيف الطعنة الأولى
والخضر يجيء بشموعه اللقيطة
ويمنحها شرف الصلاة
على نعشي
ويطفوا فوق الحلم
كظل الأكذوبة فوق الشرق
كسراب الماء بعين البئر
كالحرية في حدقات الرب
إني مذبوح ياوطني
والدنيا نافذة الدخان الأحمر
في رئتي اختنقت
والفينيق رماد
ومشى ربك فوق الماء
ومشينا تحت الإنشوطة
حين يطير حمار الوحش
بغير خطوط
كمن سقطت منه ملابسه الداخلية
أو سقط منها
في لحظة إيمان
وهو يفتش في جيوبه عن اسم من أسماء الرب
كي يتشبث فيه كورقة توت توت
بالعربي طوط طوط
اخلع نعلك يا زعطوط
فالوادي بلطناه لأجلك بالسيراميك
وملأناه بأحلام البلوط
خذ وصاياك العشر
قد نجحت بدرس الجبر
وانتصرت على الأحياء
ولخبطت الجغرافية
ودست على اللغة السنسكريتية
وتغوطت على القومية
كثور مرعوب
وزرعت الدين حرامية
وزنيت بأمتك العربية
و بالمقلوب قرأت نشيد الوطنية
ورسمت القطة كلباً
وسقطت بدرس التأريخ
كما العادة
لكن سنرحلك بحقنتنا الشرجية
للمستقبل
هولاكو
يا أنت الواقف فيك
نبياً دجالاً
فوق وطاويط
من الشاي المحروق
ورائحة الكذب الممزوج
بتلاوات صلاة
هذي بلاد للعناكب
والغبار
والدنس الرفيع
وأضغاث الجريرة
هنا تلعثم ساعد الرب العريق
وصار مقصلة حقيرة
ووجـه من حديــد
هنا كتبنا بالدماء البيض
أسماء الشموع على طريق الصبر
والمأساة عيد
قم أيها المعصوصب العينين
حطم عرش كهان اللهب
قد حان يوم الوعد
والمجد ارتضى
 صولتك اللا تضطرب
هذا الفرات مل الموت
يمتطي أسماكه الحيرى
وأشلاء الحطام
*

الاثنين، 26 أكتوبر 2009

أطلالٌ ولعنات



’’حين تقف عند الخط الفاصل بينك وبينك ارمي اللعنات خلفك واعبر’’

   مهاجر سابق
أكاديوس
أيا ناعساً في رماد المساء
نجوم عتب
تفضل عليَّ ببعض الندى
فالخمور عنب
خيولك ليل يصول على أضلعي
كأعتصار اليتامى
رُهاب المدينة في أمنيات
تفيض لظى
وإعتناق
أيا حادي الوصل إني معنًّى
بأمطارها
والياسمين يعشعش في زمني
كأنها مني
كأني أغني
بلا أحرف لغة من رصاص
كأني أقبل صدر السماء
وأطحن ضوئي في لمساتها
وأخبز القمر
حنينك نهري والحنين دثار قديم
في سريري تقطع ثم احتواني دثار
عيناكِ إذ تسكران
على كرمة الوجع المقدس
تنثران الأغاني بكل اللغات
كأنهما قرصي سلام
يجيئان من آخر المعجزات
وتبسمين لي تارة
وأخرى على قهقهة ترحلين
كقوس تلونه سنونوة وسنونوين
هناك آخر الأقداح
ينتحر وجداً من الشفتين
تقتتلان على فوهات البنادق
والشفتان كرز
وهنا قارب من صلاة إليك
تهادى من لهاث
وقلتُ أحبكِ
وقالت أحبكَ
وانشق صدرها يبتلعني
وأي اشتياق
وأي ابتلاع
وأي احتراق
أيا بلادي
وأنت البلاد التي ضيعتني
منذ الأزل
وعدت إليها
على موعد من قبلات
من القمقم اليدخننا
خرجنا على كل القوانين
ثواراً بأجنحة من صهيل
وشبق
هنا سوف نمد الجسور إلينا
هنا سوف يلقي الغمام علينا
خيوط الشفق
لا تعرف الخفقات بحبكِ
فمن أين استرقَّـت حميم التصاق
بلبل ينتظر صمتي
على صخرة من بيلسان
هناك هناك
يجيء النزيف
حشوداً تعربد فوق الشقاء
تقول انعتاق
هنا خبأتُ صورة بيتي
ورف الكتب العاهرات
ثم أفقت على وطن
لايشتهيني
ولا يلهم الذكريات
رسمت على صدره
كل الإناث
أثقلت جيوبه بكروت الحرية
الفاسقات
لكنَّه حين باركني
منحني للشتات
بارك الرب هذا الشتات
بارك الرب خبز الشتات
بارك الرب ماء الشتات
بارك الرب عهر الشتات
بارك الرب ذل الشتات
بارك الرب سكينه إذ تسير بنحر الشتات
بارك الرب لعنتنا في لسان الشتات
بارك الرب بارك كل أولئك
لكنه لم يبارك دموع فتاة
سلام على حد سيفيك رب الخديعة
سلام على وصلك المستحيل
سلام على ليلك المستطيل
سلام على المدن العاهرات
كيما يلدن سوى الأنبياء
سلام على الرب يوم تقمص ثوب الثعالب
والمسبحات
هناك تركت الركام
هناك تركت العظام
هناك تركت أسمائي الكاذبات
لعلَّ الزمان يجيء بغير الزمان
لعلَّ المكان يجيء بغير المكان
هناك .. هناك .. هناك
لعلَّ صغاري تصنع الضحكات
لعلِّي .. لعلِّي .. لعلِّي
لعلِّي لا أذكر العبرات
*

الأحد، 18 أكتوبر 2009

هَمْسُ الحُقولْ



أكاديوس
هاتِ لي مئزراً من نحاس
فالبرد يعتري الصيف
والدروب شجار
والقوارب كللها الطحلب المحمر
وانقلب الدثار
هاتِ لي أيها الساكن اعتراش النجوم
على سنبلة من قمر
قمرية من حرير وقطن
تلعلع فينا تلاوة كرم
من خمور
قدر يبعثرنا وننهال حباً
بطيش الجسور
نعبرها كل مسافاتنا
حتى القوافي بكت في العبور
إنني قاموسك المبهم المستباح
عليك أوزاري
ومئذنة من نعاس
اختصر في النشيج
وهات الجراح
امتلئني بدفئك والياسمين
حبور التلاقي
وحمل الرياح
مقل تقطر ذاك الزمان
أرجوحة من ورق
واصطبار
مويجاتك النهر يعبر بنا بالشموع
ونعبره مهرجان
هلمي إلى قلق واعتصار
وهمس لذيذ
وكف احتضان
أيا حورية تلد الزمان كسر خطير
ثم ترتد بي فينفجر الزمان
تقيمين في اللامكان بصدري
وتزرعين نقاط المطر
المكحل بالوجد
بالحرقة التي نشتهيها
بالسم المزركش
بالسكر
باللبن العصير
الكرز المستدق الخطايا
بسلم موز إلى الهاوية
إليك يحلق موتي
ويخلقني الإنتظار
كما تخلقين المواسم
في شفتي
كما تلدين الندى
في السرير
وتشرقين نهار
كما سيلدنا الجنون عرايا
أيا نخلتي والنخيل شجون
ويا قلقي والوصايا قلق
أي الحروف تجيش بصدرك
أي انتزاء
حنينك يا وجعي في الغياب
ويا قطتي في اشتهاء اللقاء
ويا ضفتاي اللتان تحيطان بي عنوة
وتنأى قـُبـَل
ويا قدح الصبر إذ لا يمل
أنا أتوسد نهد العقيق
ونون الرحيق
وسفح الرخام
وليل الوصول
وقوس التحام
فما أعذب اللثم
حين يقول ....
فترمي السماوات أثقالها
وتنبري لمضاجعةٍ في الحقول
akaduoss@yahoo.com

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

بَيْنِي و بَيْنِي




A*A

كتبته معي ورفضت نشر اسمها لأنها تراه في حروف اسمي
مسحت عينيها بالدمع
وقالت :
لو خنتك يوماً
في لحظات الغيب
فما تفعل
هل تغفر لي
هل تنساني
ظلت تحرِّكها أمام عينيَّ
كرقّاص المنوِّم المغناطيسي
وهو يحاول جرَّك للاوعي
جـراً
كي يتأكد من أنك إنسان
مكتمل التطور
أو التخلف
لا ضير في كليهما
فالحقيقة التي أوقعتك بين يديه
لربما تكون واحدة
ولربما لا تكون
أيها المجنون
سؤال ينهض من يقظته
كلما اكتمل القمر
مستذئباً
يجوس مسارات دماغها
الذي يقودها من غير رخصة القيادة
كحكومات بلداننا اللابلدان
لكن الفارق
أنها ثائرة فوق مرتبة الشرف
وهم قوادون تحت مرتبة الشرف
وتمر الريح بين جداري أسئلةٍ
كقلوع المارينز الجوفاء
فتبرق في أعيننا
كل رؤى الأشياء
كما القطرات التهوي من كون
نحو الكون
تفتش عنها فيها
تغتال مآسيها
تختار بدايتها الثورية
مثل الجن المتمرد
مثل نبيٍّ مرتد
أحرق كل الصحف الممهورة بالآيات
واستأجر باراً للحشاشين
وعدادي النجم
يا بنيتي
يا والدتي
يا صديقتي التي
التي التي
ياسيدة الأمواج
ومنزلة المحارات
ياوطناً يجمعني بعد شتات
ويحييني بعد ممات
ويزرعني جنات
انتي وطني الذي لا أهجره
وعدٌ أني سأموت وأدفن فيه
سأحيا فيه حتى الأبد
وما بعد الأبد
يا عاشق الموت
قل
وطن
نصنع الحياة فيه
أيضا لا تقل أحبك إلي الأبد
فقط قل
أحبك الآن
بعنف الآن
وقسوة الآن
وكل ما في الآن
من متعة
وإلزام
وصدق
وود
واعتراف
بضعفنا البشري
وعجزنا
عن معرفه الغد
أحبك الآن
فانا لا أملك
من الحياة
سوى الآن
وعلمني أبي
أن لا أهَبَ
إلا ما أملك
أنا لك الآن
اجذبني
إليك الآن
ضمني الآن
أنجب مني قبيلة الآن
لا تتركني أبكي الآن
أنا وأنت
إبتسم في وجه الآن
أنا وأنت نبتسم بوجه الآن
اترك الأبدية للمغفلين
الكاذبين
لنا الآن
الآن الأزلية
 هي تمتد معنا
لا تنتهي
الآن الأزلية
أحبك ياصغيرتي
يا ابنتي وحبيبتي
مسبحة أنتِ
وأصابعي ابتلالٌ باذخٌ
يمشِّط أروقتكِ المخمورة
بالرؤى
وبالجنون
والقلق
قبل أن أنام
ثقي أني أتوضأ فيكِ
وقبل أن أصحو
تأكدي من وثنيتي
وبينهما لا مدنٌ تبقى صامدةً
كلُّ الأسوار
سيجتاحها البخور
ويُغْرِق أمنياتَها الرحيق
وإني ما أزالُ أحبك
**