الجمعة، 19 يونيو 2009

حوريةُ الأموات


أكاديوس
قد ذبُـلت ضفائركِ الشقراء
فارقدي في ساحة الليل
حريراً هامداً
أو لتموتي فوق حلم العاصفة
جفت فراشات هواك
فحنطتها بين سطوري
قصصاً ملونة
من ورد وماء
وأجداثاً من أرغفة
كان بلا عقل حين أردى إسمه
طوقاً بيزنطياً قديماً
في مهبِّ العاطفة
وتمطى وامتطى خيل الظهيرة
نحو تلال البرتقال
كان يعلم أن الحب من ورقٍ
وأن الشوق من نار
وأنَّ لها وديانَ من شكٍّ
يضيع ببردها
وأصابعاً من عار
من الموت ولدت ياوجعي
وإليك أمضي ...
وعصافيري تهاوت فوق صدري
كجوارب للرصاص
محنتي أني ولدت لنخلة
تعرى بين فخذيها خريف الإنتصار
قطنة الدود على عين اليتامى
و سحاق الراهبات
قصص التلمود
المسربل بالغواية
واللحود
بساتين لدجلة عانقتني
في سني الجاهلية
خوذة لفرات غادر الجيش إلى ساحة الجدران
والجرذان تملأ كوب شرابه
اليقطينة اختزنت بذور الثأر
أنا ذلك الملعون فيكِ ...
وأنت ذي قمري المطرز بالخواتم
والخداع ....
قد مر قلبي فوق شهوتكِ الجحودِ
فأصابه شبقٌ القناع
بنوبةٍ من عنفوان
هذي ظلال حصاني فوق ثديك
ناغيها ....
فإن هربت تعالي نكتب الأسرار
أنتِ لي ...
أم للغــول
أم أنت المراهقة التمرُّ على عروقي
في صهيلٍ واحتضار
ساحرة تعامل بالأكاذيب القديمة
ذاتها تبني قصوراً من زنازين
ومحض عرائش من ياسمين
نازف ومطر
قد بدأت تقرأ الكذب المعاق
بدأت تركب الخطر
عد لبيت صغارك
فالفراشات لا تتزوج الكلمات
لكنها تموت قبل أن تصل النهار
ولطالما تسائلت ياجسدي
عن ما يصلك من أمطار
هل يزهر الرمان في شفتي
هل يزهر الرمان في جسدي
هل يزهر الرمان في لغتي
حورية الموت
ليس الموت من حلمي
فجراحي ماتزال النازفة
هذا المساء يدنو من شوارعك
ليناغي غصنكِ الريّــان
والسكران بالعقد
هيهات لن تبقي متيمة
هيهات لن تلوي على بلد
هيهات ما كل الجراح دمٌ
وما كل السراب غبار
وأشرقت شمس عشتار اللئيمة
فوق تراث جراحه الخضراء
وكان ..
لا يزال يلثم طيف شفاهها
كوريقات الردى
منتحراً بكل شراكها
كافراً
ومبشراً
مختار
akaduoss@yahoo.com

هناك تعليقان (2):

  1. اعجبتني كل قصائدك
    فهي مايحتاجه العراقي الليوم ان ينسى ولاءه الاعمى للعشيرة والدين والقومية ويفكر بواقعه الحقيقي وحبه لوطنه وتراثه فانا لازلت اصر على فكرة ان العراق امة لاتنتمي الى احد وانما العالم ينتمي لها فنحن من صنع مجمل التيارات الفكرية في المنطقة الدينية والسياسة ونحن الليوم نكون تحت رحمة الذين تعلموا عندنا ... وادعوك ان تقرأ هذا المقال عن اشعارك ...

    http://birjwazi.blogspot.com/2009/06/blog-post_21.html

    تمنياتي بالموفقية ومزيدا من الاشعار المتحررة لاناس بامس الحاجة لتحرير عقولهم من الطمى الفكري الغافي عليها ..

    البرجوازي العراقي

    ردحذف
  2. صديقي البرجوازي العراقي
    أعتذر لتأخر ردي بسبب خلل في الإعدادات...
    لقد دمعت عيناي حين قرأت ماجاء في مدونتك عني ..ثق أيها الصديق الرائع إن بلادنا عظيمة لكنها تنحر كل يوم على أيدي الرعاع الجهله القادمين من كل حدب وصوب وبمختلف الرايات القذرة ..لكننا ننهض كطائر الفينق من رماد الموت وننشر أجنحتنا في عين الشمس ونقول للدنيا هانحن عدنا.. مودتي الخالصة لجهدك الرائع الجميل

    ردحذف