محسن الرملي ضيف نادي وسم الثقافي/ الدمام
-
*نادي وسم الثقافي*
*يحتفي بالأديب العراقي الدكتور محسن الرملي*
*في أمسية أدبية مميزة*
الدمام/* هناء الخويلدي*
أقام نادي (وسم) الثقافي أولى أمسياته ...
الجمعة، 27 نوفمبر 2009
زائِرةُ الوَهْم
كانت هناك
وكان وعداً من قميص انتظار ممزق
كانت هناك
ولفافة من حشيش دنس
كانت هناك
وبيت لأرملة سوداء
تتعرى بثوب قديم أسمته
حرية
وخلفها هيكل
من هلام شحوم خائرة
طالما تمرغ في باحة من نزق
على صدر غانية هوى هنا
وهناك فوق ورك قديم تعفن واختنق
هما صورتان
يعلو الريح نقشهما الحنون
وخلف التلاقي المستريح على مداها
قبعات من جنون
والتمر ينتظر اغتصابات الشموس
على أشلاء فخذين من كرب
وقبرة المنون
مشت الرقاب على اهتزازات السفينة
وكنتِ بيني تمتطين جوانحي
وتعربدين كما المصابيح
التعكر صفو ليلتنا الحزينة
خمرية واللون جرد كل لهاث زئبقة
مستوحداً في كأس عاصية سعيدة
تمشين مسحاً فوق مئذنتي كرسم الرب
فوق ساحات المشانق والقيامة
هاهو الغول بعثر خوفي في أزقته
وأوغل في مرارتي المقدسة المديدة
قلق عليك أن تضيعي
في صحارى قوم عاد
ولا تعودي
قلق بأن تندس أرجلك الموردة الملامس
في جيب رملي خال
ياحبي السرَّح بالبال
فما عدت على البال
وما عادت نسمات الشوق تغطيني بيديه
وتنثرني في الآفاق
حمامات بيضاء
بلا وطن إلاه
بلا أرجوحة غيم إلا خداه
بلا ذنب يأخذني لخطاياه
بلا عربون يملكني ويبدد شرواه
بلا حد يقتلني وأقول
الله
الله
الله
*
الأحد، 22 نوفمبر 2009
أطفالُ الحرب
أكاديوس
أنبِش طينـَك أيها القبر الدماغي الحصين
أخرج بذور الموت البرونزية
التي زرعوها في يبابك
وسقوها سفحا دما عرمرما
من طفولة شعب
ضيع العاب الغمام
على وسادات الرمل الممتعضة
فتناثر شظايا من كبت
واحترقت أحلامه الغضة
وسط الظهيرة
ينام نهد الأرض على وجل
وتنبت ريشة فوق الأكمة
كشجيرة يتيمة ملعونة
لم تعرف الرحمة
أنا طفلك أيتها الأم التنفث دخانها في رئتي
حليباً قاتم النظرات
ينحال لخوف
قبليني ما أزال أناغيكي بموتي
قبليني فالنار ستأكل بعد دمائي صوتي
قبليني يا أمي الهامدة الممتدة
يا شعواء اللغة الممهورة بالظيم
يا عنتي
يا ذَنْبَ الرب
ويا ذَنَبَ الكلب
تضاريس اللغة الممحوة في لغتي
جلمود يدفن آهاتي
ويهيل الموت على موتي
أفتح صدري لسماء الرب وترحي
فيبصق من فوق العرش
بلسع الملح على جرحي
تقصفنا الريح واذ نجري
لا نعرف يوما لا ندري
ان القداح برائتنا
ترمى في كف منتحرِ
ومواسمنا لا تتركها
قسمات الصبر على الصبر
يا وطنا ضيعنا فيه
ومضت للسبي أغانيه
وشم للقهر على المطر
حبيبتي يا زهرة الصحراء
طرزي حلمي المقهور
بالقبلات
بمواسم الأمطار
تنشيء في دمي الفورات
يا لمسة الحنو اللذيذ على يدي
في دولة كانت ككل نوارس الآهات
إني أشيد هاهنا على مراياي القديمة
كل خرائط السفر القريب بلا مرساة
فأنتِ لي وطن لا يغادرني هواه
على فم الجنات
*
الجمعة، 6 نوفمبر 2009
كلمات مواطن ملعون
أكاديوس
قال يا وطني
إني رأيت أحد عشر خنجراً
والشمس والقمر
يبصران كشاهدي زور
انبجاس الروح من الدم المسلوب
عند رصيف الطعنة الأولى
والخضر يجيء بشموعه اللقيطة
ويمنحها شرف الصلاة
على نعشي
ويطفوا فوق الحلم
كظل الأكذوبة فوق الشرق
كسراب الماء بعين البئر
كالحرية في حدقات الرب
إني مذبوح ياوطني
والدنيا نافذة الدخان الأحمر
في رئتي اختنقت
والفينيق رماد
ومشى ربك فوق الماء
ومشينا تحت الإنشوطة
حين يطير حمار الوحش
بغير خطوط
كمن سقطت منه ملابسه الداخلية
أو سقط منها
في لحظة إيمان
وهو يفتش في جيوبه عن اسم من أسماء الرب
كي يتشبث فيه كورقة توت توت
بالعربي طوط طوط
اخلع نعلك يا زعطوط
فالوادي بلطناه لأجلك بالسيراميك
وملأناه بأحلام البلوط
خذ وصاياك العشر
قد نجحت بدرس الجبر
وانتصرت على الأحياء
ولخبطت الجغرافية
ودست على اللغة السنسكريتية
وتغوطت على القومية
كثور مرعوب
وزرعت الدين حرامية
وزنيت بأمتك العربية
و بالمقلوب قرأت نشيد الوطنية
ورسمت القطة كلباً
وسقطت بدرس التأريخ
كما العادة
لكن سنرحلك بحقنتنا الشرجية
للمستقبل
هولاكو
يا أنت الواقف فيك
نبياً دجالاً
فوق وطاويط
من الشاي المحروق
ورائحة الكذب الممزوج
بتلاوات صلاة
هذي بلاد للعناكب
والغبار
والدنس الرفيع
وأضغاث الجريرة
هنا تلعثم ساعد الرب العريق
وصار مقصلة حقيرة
ووجـه من حديــد
هنا كتبنا بالدماء البيض
أسماء الشموع على طريق الصبر
والمأساة عيد
قم أيها المعصوصب العينين
حطم عرش كهان اللهب
قد حان يوم الوعد
والمجد ارتضى
صولتك اللا تضطرب
هذا الفرات مل الموت
يمتطي أسماكه الحيرى
وأشلاء الحطام
*
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)