الأحد، 20 سبتمبر 2009

الرحيلُ الأخيرُ لبيّاعِ الكُحْل



أكاديوس

لشدَّ ما أحبَّ صنعته
بياعاً للكحل
ولشدَّ ما كـَرِهَ ما تَحمله
من ألامِ الرحيل المتكرر
وخذلان الفراق
كان يمرُّ على العيون الذابلة
فيكحلها بالحلم
ويترك عندها حقيبة سفره
وبعض أجنحته
ويختفي بين الظلال المتحركة
في شوارع المدينة
المزدحمة بالجثث
والضياع
وغبار الأمنيات
كان يخشى أن يقع في المحظور
ولطالما حذرته أمه الجنية
من سحر العيون
وما تحمله الشفاه الممتلئة
بأوثان التوت البري
وما تلد الأثداء العشتارية
من عسلٍ ملعونٍ
كان يحشر القطن في أنفه
حتى لا يشم البارفان المهلك
الذي يتطاير من شعر الحسناوات
ويرتدي عدسات ضبابية
كي لا يبصر الأجساد النابضة
بالشهوة
ويلبس خاتم سليمان في الوسطى
كي لا يحل طلسماً واحداً
من مدنها المكتوبة
بالحبر الجيني المتورد
اليلهم الشبق المختنق
حروفه الشيطانية
كذا كان يخفي ثعبانه
بين طيات ثيابه الصوفية
مشدوداً بحبائل الصلاة القشية
المتينة
كي لا ينقض على عش أو بيض
أو يتعلق في ثوبٍ غجريٍ عابر
خطوطٌ حمراءُ كثيرة
تملأ حياته المترعة ..
باللوعة
وقناني الحرمان
الفارغة
تترامى على جنبات طريقه
المشتتة الأفكار
التتناثر عليها علامات الاستفهام
وعكازات المخاوف
كان يسترق النظر للحب
كأنه كائن خرافي محرم عليه
تنين يطارده في كل أنفاق المقابر
التي يجتازها بين العوالم
يرمي كراته الملتهبة
فيحيل نواياه بمسك الأرض
إلى وهم بعيد
لكن
وهو يجتاز البرزخ
اليفصل بين البين والبين
تعثر خياله بفكرة مجنونة
فهوى وسط المحيط
حيث مملكة الحورية البحرية
التي تؤمن بالبريق
وبكائنات ما بعد الحب
وما قبل الطفولة
كانت لها أسرارها العجيبة
أصدافها التزين الغروب بالغرق
وتسكر الخمور في حانة حمراء
بالمطر
إعترف قالت
فما كان هناك من أيائل تعبر القزح
وماكان هناك من شموس تضع الكحل
إذا مات بنوها في الشفق
مالحياة غير صحوة للموت
وما كل الخيول تشرب الرخام
في بوابة القمر
وما كل البحور للسبات
وما كل المرايا للنظر
وما كل نساء الأرض للفتنة
وما كل الرجال للشبق
يا أيها اليموت
بين لحظة العشق ...
وبيني
يا ثملاً بالماء والحنينِ
يا القدر اليمشي إلي ملحداً
بالرب
وبالزنزانة الباردة الجرداء
بالسارية الزرقاء
بالوطن المباح تحت خنجر السماء
بالثكالى ترتقي عنابر الجنون
بالأرامل اليقرأن سورة الشيطان
عند كعبة الجسد
هاك طوق الشوك
أسيراً في يديك
كي نمارس لعبة الحقيقة
ماذا تريد من بلادي الأدمنت لون الغرق
من فراشاتي التي أحرقها السواد
من كتاباتي التي ينقشها السرير
فوق خصري المشدود
وشماً من سكاكين
بكل غفوة حزينة
أنا يا راعي الأحلام
بامتياز
سيدة الدموع
والخـد تلتي الصماء التي
تعاقر الأحزان
والجراح
...........البقية لديها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق