الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

عينيّ حلُم


أكاديوس
قالت:
عيناك وحيدتان
مغسولتان بالدموع يا حبيبي
سأنتظرهما في بيتنا البعيد ...
ماتنتظر يا أيها السهد
أما تبني لها غواية من عطر
قيثار قديم حالمٍ
وحلَّةً من سُدُمٍ ومن خميلة
تلك التي تداعب القلب على صليبه
المدور المزدان باللهفة المشدود
كالقرطِ إلى الجديلة
عيناك قد غسلت بأدمع النجوم
تلونت بلوعة الكروم
للخمر وللقمر
أما ترين أنني أموت كل لحظة
كي أكتب انتظار
كي تعبر الخيول فوق أضلعي
في حفلة انحدار
قالت:
عيناك وحيدتان
مغسولتان
مبعوثتان إلى دولتنا في آخر المحيط
نجمتان
غريبتان
دون أخوة وأصدقاء
تمضي كما الأيائل التموت
في معابر الأنهار
قرابيناً لهجرة
للطيف يحتوي خطاها
في آخر المطاف
كما الأيتام في شوارع الميلاد
كما السكارى
وسط زنازين الخليفة
عيناي ياحبيبتي
تبكي زمان العشق في الأندلس
وتنتظر تحت سماكي
قطرتي ندى
ودمعة لربة الليل الحزينة
الحلم سكين قديم
حزَّني حد النخاع
لا تقترب يا أيها السجان من رؤياي
فقد مات الإله
تسربت أوراقه نحو المغارة
تساقطت ثيابه البيضاء
في الخريف
فأخلف الميعاد
والقيامة
سيدتي الحسناء
والماء نذير بالدم
المراق فوق القصص المنسية
التمارس السحاق
عند الشارع الخمسين
في ناصية الوحدة
حيث تنمو كل أوراق
الضياع الخاملة
لا تجعليني أكتب النهاية
الطائشة الحزينة
أنا أمد أحرفي اليك
شديها على خصرك
وارمي شعرك الملعون
فوق مذبحي
ثم ارقصي
وعانقيني واغطسي
في حضني اللاهث
نحو لمسة الحنين
لا تتركيني أرتمي وسط الخسارة
فجيدك الناصع مازال عليه اسمي
ورسمي
ووشمي
حول السرة القاتلة
العطشى
وقالت
مالك اليوم تراقب بيضتي
ما لعينيك تحدق في الشبق
أما كان لدينا موعد
في بيتنا الصغير
فوق السروة اللعوب
يا أيها الطيب
ياليلي
وميلي
وانحناءاتي
وحولــي
واحتدامي في الشموس
وانفلاقي في القمر
لا تستر المرآة فالشمع
يغطيني
والجو كحمام قديم
من بخار أحمر
يأكل جدران السرير
ويستعدي المطر
وقالت
ثم قالت
ثم مالت
لتذيب قبلة في فمي الراعش
ورتلت
عيناك كحلمتيَّ
مغسولتان بالدموع يا حبيبي
سأنتظرهما في بيتنا البعيد ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق