أكاديوس
أنصت لهدير الروح
في جسد اليمامة
أشم خطواتها المتعثرة
أتبع رائحة شهيقها الخائن
أتفرس في ما يخبئ زغب صدرها
من نهادٍ وحُلَمٍ عَبِقَة
بلادُ الشرق ..
تغرق في فنجان شهوة
تقرأ الفقاعات الحمراء
وصيتها الواحدة
بعد الألف
أنا جرح سماءٍ يهوي فيكِ
أيا خمرية العينين
والعنبُ ارتماء في الكؤوس
والقبلات مطر
تربع الدجال وسط الساحة
فرش مصحفه
قاطعت أحجارهُ البيضاءُ السوداءَ
وألقى النردَ
على مقربةٍ
من سورة الرعدِ
فاحتوش النساء
واختفت البحيرتان
في قارورة من عسل
ومن اضطهاد
يا سيدة الحوريات الخمرية
يا وردية الشفتين
يا دجل الحقيقة الخالدة
حين يضاجع الحلم القمر
وينجبان سلم النجوم
حين نادتني الصلاة
جمعت كل حروف اسمك
اعتليت أسطح القلق
ونثرتها في وجه الرب
فطارت كل شياطينه صوب الغيب
وأمطرت السماء نبوءاتها
التي تبشر الكون بولادة حورية
خلقت من خمر السحاب
وفضة القمر
وحنين البريق
أنا يا قاتلتي
حريق الجهات الأربعة
وخاتم الملحدين
وصانع الأجساد
وموحد الكفرة
حين التحفتُ بكِ...
والتحفتِ بي
تجشأت الشموس نبالها
وانشق صدرك للقمر
وصاح المنادي من وراء الأكمة
يا عُبّاد النار
أيها الآبقين
هلموا
هذا هو صدر الدين
وخاتم النبيين
ومنزل الحليب
رازق الصغار
ملاذ الكبار
وجامع المطر
أنا يا ملهمتي منك اهتديت
وافترشت الأغنيات
ملعباً حين اجتباني حسنك المعجون بالدموع
حينها سالت على أوردتي مراكب الشموع
ثم اكتتبت إنني حبيبك الملعون
ثم اعترفت أنني عاشقك المجنون
قاريء الغيب على مسلة الجحيم
سارق النجوم من عيونك اللئيمة
وحارس الشفق
أنا الذي أرسلني الرب صوب المدن الحمراء
كي أضاجع زرقة الغيوم فيها
وأنشر العري على كامل فخذيها
وأبتدئ سلالة الطوفان
أيتها الملقاة فوقي كجريمة
كحنين الفم للقبلة
كالبنان إذ يكور الحلمة
اللا تعرف التدوير
فترتفع مثل منارات بحار إسكندرية
تحضن السفائن التغرق في شواطيء الأريج
هذا خليجي اذ يناديني
ألبي أنت لبيك فلبيك أيا مرتشفي الخليج
أدور حول حوضك الفسيح
كالمسيح
حول دولة الرومان
ينثرْ قصصَ الغفران
ثم يصلب في اشتهاء وظليمة
ظل الرب أوقدنا على ظهر المساء
مصحفاً مرملاً
ودولة وحشية تبحث عنا
في متاهات العنابر
أثراً بعد أثر
تنشرنا في الصحف الرسمية مطلوبين
بداعي الشبق المحرم
اليسيل منه العسل الموؤود
والجنود يقرأون خلفنا ما صنعوا
من سورة كالقارعة
التي خلقنا من بنيها وعينا الموهوم
ملأناه بطعم الفاجعة
هانت الأرجاء فالأصفاد ريش
والمواويل كشعر السحرة
والقرابين حبيبات من الرز لشمس زانية
اسقيني على مقربة من عنب
حتى يراني وطني قبل المغيب
هاتي الدفوف إنه طوطمك المعمد
الدمـــاء
والأسماء
والخرائب
مقود السفينة العرجاء نحو الهاوية
ونحن من فوقك ننساب قلائد
يس
يص
يس سير وإني في الأثر
يا ظل غول فوقه عش غراب
مل من أشلائنا الغاوية الرعناء
مراراً
ثم تكراراً
عوى ثم اندثر
ياصديقي إنني محض فرات
ارتقى الصيف
فأرداه الشتاء
نحن والليل بنينا كوخنا البعيد
في زاوية منفرجة
كل عمود في رباها نخلة مشبوهة السعف
تسمى الغاوية
يا جسداً صال وجال في يدي
يعتق اليدين مني
وإلي ينتمي ثم يموت
في يديه يحتويني
يعتريني
فأموت
ممسكاً بالياسمين الثوب
والمسلة النافورة التدفق احتلام
فوق رقعة الشطرنج تبني للقلاع
فسحة من هدنة حمراء
أو زرقاء
لا فرق فللحب فرص
يا شريكي في عصابات القروش الأربعة
احملني اليك ببساط من حلم
واحتمل شوقي
وتوقي
والشبق
إنني بائع كحل تائب من السفر
يا صديقي
هدني الشوق فأيّانَ المفر
قصصي تعرفها منذ نزلت العالم الغريب
كلماتي لك فيها كلها
ثم إليك مولد الميلاد
والأعياد نساء يتسكعن على نهرٍ عتيق كافرٍ
يزرعْـنه من أنجمٍ ومن درر
إني أحبكَ
ياصديق السهرِ العذبِ اللذيذ
فالتمس عذري ودعني أحترق