الأحد، 30 أغسطس 2009

عصفورةُ الجنَّة


أكاديوس
صغيرتي أنتِ
فأيُّ الموج بعثركِ إلي
وقد كنتُ في بلد
غيرِ البلاد
وكانت عشتار أمكِ
إيزيس تسكن في الخراب
عصفورتي أنتِ
والأشجار قد نسيتك
ونامت في الضباب
حبيبتي أنتِ
وقد ولدتِّ من شوقي
ومن توقـــي
ومن زفراتي
ومن عبراتي
ومن قـلقـــي
أنت منـي
وأمك حورية البحر
التسرِّح شعرهـا
فوق خوف الرب
والدنيا سفائن غارقات
في النبيــــذ
والمحار كافر
وأنا أقبِّـل أمكِ اجتاحت بلادي
طائرات القرش
وارتبك الشبق
حضارة هــي
وحاربتنا كل أقنعة الحضارة
المحارق فوق كل السطوح
في نهايات الطرق
وحار إبراهيم
هل يكفر بهاجر
أم يؤمن بسارة
وكل الطير تذبح
فوق أسماء البلاد
قرابين لآلهة الدعارة
أنا أبوك
فهل ترضيـْن بي ..
نبياً من بلاد التيه
خماراً يجدف بالقدر
قبلك
لم أؤمن بنجم الليل
ولم أصدق
أن يوماً ما
شهراً مـــا
دهراً مــــا
هناك على جبال الغيم
قد يلد القمر
أنت على شال البريق
تموج تحتك الضحكات
تلتفتين باحثة
عن أنامل من سحر
وعن نهد تحف به الملائكة
الزناة
وعن وسائد من نعاس
متخمات بالزغب
أمي .....
ويسبح صوتك طافياً
يحنو على همساتها
كالعري والثوب
كجلباب البطاريق
أبيض حالماً
بالياسمين
وبالحنين
أمي .....
وترتعش الأسماء
إلا إسمهـا
ينهض سامقاً
من بِركة الوجع
أمي .....
وهي الخصوبة
إذ تكابد عاديات الجدب
تقابل السم
بالعسل
أمي .....
وتبكي كل أشجار الغيوب
وهل من بدائل
للندى المرشوش
فوق جبينك
يا أمي
إني هناك
وأنت ملاكي المشتاق
غيمة السفر الرحيمة
تحلق فوق القلب
أغنية
وأمنية
وطيف
أمي وأصحو
وأبصر ظلك الحاني
عليَّ منعتقاً
كما الأحلام
كما الحب الحرام
كما أنت
حورية
حرية أنتِ
akaduoss@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق