’’حين تقف عند الخط الفاصل بينك وبينك ارمي اللعنات خلفك واعبر’’
مهاجر سابق
أكاديوس
أيا ناعساً في رماد المساء
نجوم عتب
تفضل عليَّ ببعض الندى
فالخمور عنب
خيولك ليل يصول على أضلعي
كأعتصار اليتامى
رُهاب المدينة في أمنيات
تفيض لظى
وإعتناق
أيا حادي الوصل إني معنًّى
بأمطارها
والياسمين يعشعش في زمني
كأنها مني
كأني أغني
بلا أحرف لغة من رصاص
كأني أقبل صدر السماء
وأطحن ضوئي في لمساتها
وأخبز القمر
حنينك نهري والحنين دثار قديم
في سريري تقطع ثم احتواني دثار
عيناكِ إذ تسكران
على كرمة الوجع المقدس
تنثران الأغاني بكل اللغات
كأنهما قرصي سلام
يجيئان من آخر المعجزات
وتبسمين لي تارة
وأخرى على قهقهة ترحلين
كقوس تلونه سنونوة وسنونوين
هناك آخر الأقداح
ينتحر وجداً من الشفتين
تقتتلان على فوهات البنادق
والشفتان كرز
وهنا قارب من صلاة إليك
تهادى من لهاث
وقلتُ أحبكِ
وقالت أحبكَ
وانشق صدرها يبتلعني
وأي اشتياق
وأي ابتلاع
وأي احتراق
أيا بلادي
وأنت البلاد التي ضيعتني
منذ الأزل
وعدت إليها
على موعد من قبلات
من القمقم اليدخننا
خرجنا على كل القوانين
ثواراً بأجنحة من صهيل
وشبق
هنا سوف نمد الجسور إلينا
هنا سوف يلقي الغمام علينا
خيوط الشفق
لا تعرف الخفقات بحبكِ
فمن أين استرقَّـت حميم التصاق
بلبل ينتظر صمتي
على صخرة من بيلسان
هناك هناك
يجيء النزيف
حشوداً تعربد فوق الشقاء
تقول انعتاق
هنا خبأتُ صورة بيتي
ورف الكتب العاهرات
ثم أفقت على وطن
لايشتهيني
ولا يلهم الذكريات
رسمت على صدره
كل الإناث
أثقلت جيوبه بكروت الحرية
الفاسقات
لكنَّه حين باركني
منحني للشتات
بارك الرب هذا الشتات
بارك الرب خبز الشتات
بارك الرب ماء الشتات
بارك الرب عهر الشتات
بارك الرب ذل الشتات
بارك الرب سكينه إذ تسير بنحر الشتات
بارك الرب لعنتنا في لسان الشتات
بارك الرب بارك كل أولئك
لكنه لم يبارك دموع فتاة
سلام على حد سيفيك رب الخديعة
سلام على وصلك المستحيل
سلام على ليلك المستطيل
سلام على المدن العاهرات
كيما يلدن سوى الأنبياء
سلام على الرب يوم تقمص ثوب الثعالب
والمسبحات
هناك تركت الركام
هناك تركت العظام
هناك تركت أسمائي الكاذبات
لعلَّ الزمان يجيء بغير الزمان
لعلَّ المكان يجيء بغير المكان
هناك .. هناك .. هناك
لعلَّ صغاري تصنع الضحكات
لعلِّي .. لعلِّي .. لعلِّي
لعلِّي لا أذكر العبرات
*