كان يختار أن يتوضأ من نبع الماء الذي ينبجس من تحت أقدام تلك الحسناء العارية المنحوتة من الرخام والتي يتبرك بمائها الناس في سطيف الجزائرية وضيوفهم طلبا للحياة الطويلة .. كان يتأمل جسدها بكل اشتهاء وكانت لا تفارق مخيلته حتى بلوغه الجامع وأثناء صلاته وبعدها .. كان هذا ديدنه في كل يوم وكل صلاة برغم صب الشيخ في التلفاز مثلما شيخ الجامع القريب لعناته على هذا التمثال الصنم العاري وتكرار طلبه ودعواته لبلدية المدينة بإلباسها جبة واكرر يطالبون بالباسها جبة وكان يحدث نفسه انه حتى لو كسوها بجبة فلسوف يأتي في صلاة الفجر ويرفع عنها كسوتها ويتأمل جسدها .. مرت السنوات على هذا التمثال الفرنسي لفينوس والبالغ من العمر حوالي 140 سنة ومع زحف التدين السلفي مع ارتفاع نسبة الامية والتمويل السعودي القطري الوهابي اخذ صوت التحريض يرتفع ضد فينوس الرخامية ونبع خلودها واثمرت عام 1997 عن تفجير التمثال بعبوة ناسفة من مجهولين واثار نقمة الناس الذين كانوا يلتقطون الصور معه ويعتاشون على بيع النماذج الصغيرة لتمثال فينوس ذاك للسياح القادمين لرؤيته من الجزائر وخارجها ليعاد ترميمه من بعدها ... حتى جاء اليوم الذي حرض عليه امام الجامع القريب بدفع من شيوخه السلفيين وكلفوه هو بالمهمة المقدسة ، مهمة تحطيم الصنم .. خاض ليلة من الصراع مع نفسه وتوضأ فجرا من ماءها وصلى ثم عاد في الصباح حاملا مطرقة وإزميلا زودوه بهما وصعد للتمثال كما القصة الاسلاموية الاسطورية للكعبة وأصنامها .. تأمل فينوس وراح يتحسس جسدها بشغف ،كان صدرها باردا مبللا بندى الصباح الشتائي، شعر بالاثارة وفجاة دبت حرارة الهوس مخلوطة بفورة جنسية في رأسه وراح يضرب ثدييها اللذين لطالما تأملهما بشغف ليكسرهما، كان يتمنى لو استطاع انتزاعهما والاحتفاظ بهما له وحده لا بل الاحتفاظ بالتمثال كله بل بفينوس نفسها والاستئثار بكل تلك البهجة لوحده، ثم انهال على وجهها وعيناها اللتان كانتا تلاحقانه ليحطمه مرددا آيات من القرآن تعيده لزمن الفتوحات التي يقوم للتو بإنجاز واحد منها ...
#أكاديوس