الخميس، 17 ديسمبر 2009

قراءةٌ في جسدِ نمرةٍ خمريَّة




أكاديوس

غفى البرتقال
وقام الصولجان
على فراش الليل
والقمر ارتهان للرؤى
نزق الحواشي
مستريح الإنتظار
قبلة في مهب الاحتضان
دم تشظى فوق خمر
من عرق
قلقٌ سحابك
و الدنى تلد القلق
في أول التعميد
تغرقه ابتلاعاً ناعماً
واللثم ذاكرة الحروف المبهمة
التفتش عن معانٍ للخرافة
في مهاوي الأبجدية
سلم وسط افتراش
غط في جدل السرير
وصولجان مثل أفعى
في يدٍ من أقحوان
أنظر ففي عينين من خوف
ستذوي الروح
حتى آخر الخلق
تفري كل أحواض الرحيق
الشمع ذاب على مراكب
صحونا
والغارقون ركام
أغنيات
دون ترجمة
وغيب يستريح على وسادة
حين قبَّـلها
انطوى الوجع المحيط
وناحت كل نورسة
فهي ارتطام
صعقٌ وأوردةٌ تمورُ
وقنطروسٌ يستفيق من الركام
الصيف جاء
أيا فزّاعة الحقل استفيقي
قبل أن تلد السنابل
أمنيات
إلقِ جلابيبك قال الرب
وأبصر ذلك الملكوت
في الجسد الحرام
هنا سترسم كل خرائط الشبق
المجردة الثياب
هنا ستكتب كل قرآن تنزل فوق
سارية الغياب
أيا حادي الزغب المورد
هات لمسة العسل
الزلال اليرتعش لوناً
وجذع حطاب قديم
حز لوزته البرد
فارتمى الشفق الرحيم
على وتر مراهق
فارتوى القنديل
إني تنبأت فيك أيا صديق
الرحلة الألف
بعد ميلاد المطر
يا غجري القارب المتهالك
الموجات
يا عاشق الشوكولا
يا مغوي السمكات
يا سلالة الخطر
هذه بلاد الله فالتسن لك فيها
طعم فراولة هنا
ودوحة أجاص
وبطيخاً لم يساوره الشرك
السومريون
يلقون بالشبك
المزين بالحصى
الزرقاء والصفراء
ما أجمل ان نستجلب الرزق
بالسمك
على بياض اللجين
وشم من محيطات غريقة
كل حورية فيها غوايات
عريقة
من تحت هذا القوس
مرت كل حضاراتي
واحتراقاتي
ومت هناك
ولم أدفن إلى بلدي
معبد دونما باب
دونما وتد
أيان تدخله
تخرج بلا جسد
ياثورة مازلت أتبعها
ومازالت تفجرني فأتحدِ
مازلت أكحل عينيها بدمع اللوز
فتمطرني وجعاً
وجاء من أقصى الغابة
ظل لأفعى مجلجلة قديمة
على جبينها نقش تفاحة
من شجرة لاهوت
وكف إله
عطشان ظلي لشمسك
قال
وقالت
ادلف ها هنا النار
وارتوى
ومس قيثار السحاب بعرفه
ومر منعقداً
ومرت على كل الملائكة الكبار
وجاست حثيثاً في القفار
وأنا أموت هناك ... هناك
أموت ولا أقنع بملتحد
جيناتي على جيدها
الآن
قلائدٌ من لآليءَ مجدليَّة
تحبني لأنها ابنتي
وأحبها لأنها أمي
وهذا أخطر ما في القضية
*

دموعٌ مُكتَحِـلة




أكاديوس

دمعة فدمعة
ترحل يا بائع الكحل
من أخر المدائن الجميلة
لحيث منفاك الأخير
اللا وطن
لم تعد هنا من نسوة تكحل
الفجر
لم تعد غير نجوم لليتامى
السائرين في دروب الجوع
صوب أرجل المطر
ماكان لو كنت على سفر
وكنت اذ تخرج من جرابك الألوان
كي ترسم رمشاً هاهنا
وشماً خرافياً هناك
طرف سهم قاتل يقتلك
ثم لا تلوي على نفس
شريانك الظامئ من عصر الجليد
فارق الحروف
لا تترك الحصان
فإني قد ربطت طعنتي هناك
كي أنام لو هنيهة
من قبل أن يدركني الموت
وإني صائم منذ قصيدة
والتضاريس تلاشت من حروف السنة الحمراء
والطاووس ألقى خطبة الريش الخرافية
كانون والنيسان والربيع
وطير سنونو غارق في القصب
لا تزرع الحب فما عاد عليه من طلب
وازرع رماداً أيها الزارع حنة
المغول حاصروك
أيها البائع للصمت خطاك
فاركب المصاحف البيضاء
نحو سلم الغيوب
وامنح للربيع باقة الزهر
أين ستقضي درسك الساهر
لو مات القمر..؟
هي قبعات لأسئلة
سوف توردك الحنين
ظلك اليقضان يمارس صولة الشبق
لا تترك النوم فقد جف الأرق
والطيور غادرت مئذنة الرب القديمة
ونحن والزنازين على موعد سجن
فتمسك بالأنين
يا أيها الظنين
يا ملحداً كلَّ البوادي الخائنات
وعابد الخمر المدور في الشفاه
اليوم قد سكنت جراحك
والشيطان مات على رصيف مرمري
بعدما نسي القصائد
في جيب سياف قديم
فارق الطفولة
*

الجمعة، 11 ديسمبر 2009

من دراسة تأريخية لمدينة ملح سوداء




أكاديوس

قطارٌ تمتطيه الكلاب السائبة
بثيابها المخملية
وبقعها المزركشة
تتناوب على عذراء بلا وطن
والرب والملائكة
والناس تتابع أحداث الفيلم
بلهفة
***
متى سيموت الرب
سؤال أرَّقه وهو يصلي
فوق جنازة نخلة
وإن مات
كم نبي سيمشي وراء فطيسته
وكم هي نسبة من سيحتمل
الرائحة النتنة
إستغفرَ اللهَ
وتابعَ صلاتَهْ
***
عند القفص
الشباك المكتوم الفتحات
تعلقت الأيدي المغلولة
خائفة من حرية
تحاول تقتحم السجن
لكي تنجو فيه
فللقبور قداسة الأوثان
وأسرَّة الخوف الوافرة
ودفء البول
***
حين تقيأ من أول آية
عاد وفي اليوم الثاني
كي يتقأ من أختها
كمن يتعاطى الأفيون
أو من نزلت للشارع
تعرض جسدها
لأول من يبصق فيه
تفاهته
***
كان يحلم كل ليلة
بحصان طائر
يعرج به إلى جزر العراة
ليسمر بشمس الأجساد
ويضاجع خصاه
على بوابات القضايا القومية
ويتزحلق بفضلات الرب
على باب المعبد
وينكفئ سعيدا
بالنكهة
***
كانت أمه ترضعه
من خازوق حمار
فلما أصبح فتى
تبناه جمل أعور
فلما شب سقط عن ظهر القافلة
إلى ظهر السماء
فصار شاعراً ثورياً
مرموقاً
وسط رمال العهر الإلهي
ثم جيفة
***
وللدراسة بقية



الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

إعترافاتُ عاشقٍ عاهر



أكاديوس

حوضٌ لأنثى
ثم بوصلةٌ تسافر
في مطارِ الشرق
نايٌ فارق المدن المقدسة السعيدة
معتداً
وراح يبصق في مواخير الشتات
كل ألحان الوطن
ما كان ضرَّك ساقيَ المرِّ
لو أنصفت في مرَّك
ماكان صبرك فوق حريقنا
لو كان قد صبر الزمان
على أشواك فكرك
سعف يخوزقنا
على مسلات انتصارات قديمة
ويمنحنا الصلاة
يا أيها الوطن الصليب
عطر جبينك بالنجوم
تناثر مثل رحم العندليب
وزاحم كل أسوار الغيوم
لا تفتح الباب للغرباء
فالدنيا مصابيح محطمة
نسير حفاتاً فوق شظايا ضوءها
المتكسِّرة
والوطن افترت على أشلاء جثته
كل ذؤبان القرى المتعاهرات
على خطى أنبياء السوء
وانزوت العصافير
في ركن من الخوف
عيناكِ يابغداد وهج خطيئة
وسلالة من قرابين المجوس
على عتبات رب من نباح
عيناكِ يابغداد
ثم مضت تقارعنا الدروب
ونحن نمتد احتضارات حنونة
لا تقرأ التأريخ
فالقلم احتوشوه من كل الخطوط
واقتلعوا عيونه
أسلِم ولن تسلَم
فربك لا يحب الصابرين وانت صابر
وربك لا يحب العابرين وانت عابر
وربك لا يحب العاهرين وانت عاهر
وأنت تعفر شوق الأرض
للمحراث
تذكر أيها المشنوق
أنك واحد من أربعين نبياً
سوف نأكلهم
ونرحل للسماء
تذكر أنك لا تغيب عن آياتنا العظمى
وأحواض المزابل
وأنا سوف نرجم حلمك السكران
من ألف ونبني فوق جثته
المهازل
عيناكِ يا بغداد
وقلت أبكي قبل موتي
أبكيني
ولكن البكاء يطول
على جدران صوتي
تسعى القيود أفاعٍ
صوب أحلام انتفاضتنا العتيدة
والوطن اشتراه السارقون
على رغيف ذلِ
وصار وهماً من أوهام زنبقة عنيدة
وليلى همُّها الوصل
والوصل في ورق الزنازين العتيقة
والجلاد مات
وفي فمه المفتاح والقفل
مهما يطول بنا التابوت
لا بد ننحر صمت الرب
في آياتنا
ونعود وشماً في حوض أنثى
لا تهاب الحب
تسافر في مطار الشرق
دون بوصلة
ولا كفن
*