الجمعة، 31 يوليو 2009

حوريَّـةُ البَحْـر


أكاديوس
أحبكِ يا صغيرتي
مثل سنيِّ الحريق
وهل تخفي الغمامات
وجه العنب
وردُكِ في عاليات السحاب
ودرُّك في هاويات اللُّجج
وكنت سأكتب أنك أنت
بحار اليقين
وأنت التلدني فتى ملحداً
رحلتُ وقد ضعتُ بين الحشود
وصوتُ القيود
سلالاتٌ إمرأةٍ لا تطاق
وكنتُ أراقبُ حيث انتفيت
لهيبَ أغنية تنساب
فوقكِ حوريتي المستلَّة
من قهري ومن شبقي
وتعاشر الأصداف
ترسم في سويداء القلب
نغمتها الحزينة
كرنفالاً من شموعٍ
وأرق
تبكي الدموع
وفوق الريح فستان لها ورعٌ
وقوس الصدر منعتقٌ
مثل أمواج الغرق
وعندي لها أسماءُ أشرعةٍ
تجتازني
في كلِّ أمنيةٍ شراع
حوريتي أنتِ وشعركِ مرآةُ الإله
وصورة القدر المثيرة
ممهورةٌ أنتِ بطيف الرحيل
وجنح العويل
وصبح الألــق
إذا أسفرتِ ترتعش الكائنات
وإن تواريتِ يبتدئ القلق
أنتِ احتضاري والإنبعاث
وأنت الجنان
وجرف اللهب
أيا ناهضةً من دهور الفناء
وصوت المباح
لعشق النزق
وكنت أفتش عن مقلتيك
بين السنين
بكف الحنين
ولون العنب
تسائلتُ كم أستطيع انتظارك
كم أرتمي في غبار الرماد
وكم كان صعباً علي أموت
بغير يديك
وغير الحُلَـم
ماذا أقبِّـل فيك ؟
ماذا أضيِّع فيك ؟
ماذا سأكتب فيك ؟
ماذا سأقرأ فيك ؟
ماذا سأزرع فيك ؟
ماذا سأبعث فيك ؟
ماذا سأودع فيك ؟
ماذا سأطلق منك ؟
ماذا سأترك منك ؟
ماذا سآخذ منك ؟
ماذا سأدفن حياً ؟
ماذاً سأولد غياً ؟
ماذا ؟
وماذا؟
وماذا؟
أسئلةُ الكينونةِ الأخرى
وأجوبةُ العدم






widgeo

الخميس، 23 يوليو 2009

الكُـفْرُ بالـوَطنْ


أكاديوس
أيها الوطن العتيد
بحثت في كل تعاريفك
فلم أجد لي وطناً فيها
لم أجد غير الخرافات
وأسماك الكذب
كل ما فيك سماء صافية
وبحيرات من الدم
قلبك ..
نفط أسود مزدحم
مثل إله اللعنات ...
ومثل كل القنوات
التي تزكمني بالعاهرات
تتربص بعينيَّ
في كل زقاقٍ آسنٍ
وبالقصيدة
هذا الرصاص والدمُ
والوطن المباحُ والمحرَّمُ
*****
أيها الوطن العنيد
يا ثور الأمة الذي ينطح
نفسـه
يفضحه ظلَّـه
فيذبح أبناءه
فوق كل الصباحات
كطيور الجنة
ماذا أبقيت لذؤبان البيد
أيها العتيد
أفخاذ نسائك ..؟
عفتك القومية..؟
خصلات الحرية
تصطف كغربان
تأكل أحلامنا المحترقة
وتترك الخذلان
هذا الرصاصُ والدمُ
والوطنُ المباحُ والمحرَّمُ
*****
أيها القديم الجديد
الواقف على شعرة من نار
ومن جنة
أيا مقصلة التأريخ والسنين
يا ثأر الله المنخور
بالآيات
يا وجع الأم إذا عُـقَّـت
ويا مئذنة السبات
يا أيها الفينيق
يا جبار
أما اكتفيت من براز اللحى
التعمم الخيبات
يا واهب اللؤلؤ والمحار
يا واهب الحريق والغرق
أيها الرب المعلَّق من لحيته
وسط حقول الشوك والصبار
قد لعبت بك القرود
ماذا جرى كي يستعبدوك
يا مغوار
يا وطن
يا الواحد القهار
هذا الرصاصُ والدمُ
والوطنُ المباحُ والمحرَّمُ
*****
......................تكملة
akaduoss@yahoo.com

الخميس، 16 يوليو 2009

قارِئَةُ الشفَقْ


أكاديوس
أنقش على الصلصالِ قصَّتـك
المحرَّمة التـفكر بالخطيئةِ
من مستلقياتٍ للجسد
في غمرة الزغبِ المحاط
بنشوةٍ من أمنياتٍ
وكانت تلبي رغبةَ الربِّ الفضول
فتأكل الثمـرة
وفي جوفها يسكـنُ ظلُّ لغرابٍ
جالسٍ فوق تقاليدَ من الخـل
وعلى التـلِّ صراخٌ
من وساوس قبـَّرة
حين أولدتِّ خطاياي على جرحٍ
قديم الضفتين
أثيرت حول فخذيكِ نساءُ العالمين
والعرشُ انفلق
واستبيحت مدنٌ من فضةٍ
ومن سحاقٍ
ومطر
ويهطل الغبار فوق زهرة التوباد
هكذا نفترش السرير
والسرائر
وقصة تعانق الشمس
وتبكي أختها في أنجم القمر
ما بالُ حوريةِ هذا البحر
وأبناء القمر ..؟
هل نسيت فقاعةً ...
محارةً ...
هنـاك ..؟
أم أن ثدياً مرمرياً
كان والقداح
وأسماء الشبق
لم تزلِ الأوتارُ تبكي العود
والعمرُ سويعاتٌ من الإلحاد
والغورُ جسد
أيتها الأنثى الإلهة
مزّقيني قطعاً في مهرجان صارمٍ
فيه لكي كلُّ الصهيل والعرق
ولي اختراقُ
الجبلِ الممزوجِ بالحرير
والزبدةِ
والخمرُ الحنون
ما زلت أبحثُ عنكِ
في خرائطي القديمة
دولتاً للعري
ووردِ الياسمينِ والقـُبل
*منطلقُ التقصي
*شارعُ الجنونِ
*البيتُ السريرُ
الخوفُ ساعدَ الخليقة
والمجدُ على الصدرِ كتب
لا تقربوا الصلاةَ
فالجوُّ رمادٌ
والإلهُ في محاكمِ التفتيشِ حيرانٌ
يغني للمقاصل
والسهاد
حينَ التقى ظلّاهما
كانت يداه تتسعان لضَمِّها
وكانت شفتاها تتسعانِ للرحيق
كجرفين من فراولةٍ
يستريحان على صراخهِ الغريق
تحداها أن تحبَّـه كما يحبُّها
وتحدَّته بأن يحتمل الفوران
الأحمر
أن يصمُدَ في الميدان
دونَ غطاءِ الرقص
ودون المِـروَد
وأن يجتازَ حوارَ الحبِّ
بدون فضيحة
كان تلألؤ صدرها
كشلّالٍ سماويٍ
وكان يموتُ على ذراها
بغير قريحة
ممسك أنت بذيلِ الطائر
الطاووسِ
والسيقانُ مذبح
أنظر هل يراكَ الرب من علٍ
أم قد يراها
لا تبتئس
فالرب منشغل بالجواري العين
وبالقرف
أنتِ لي مثلُ بلادي
بل بلادي المستحمةُ
بالشبَـق
وبالشفـق
وبالجنـون
من يملك الثدي الحنون
من قبَّـل الحُلمَة
وارتدَّ الى شِركِ اليقين
والتهب
من الذي يقتُـلها في غيلةٍ جرداءَ
فتُعطيه السبب
قم قدِّس العشتار واكتب في السماوات
أنا سارقُ هذا الموت
والخصبُ القديم
وحمّال الحطب
عنبٌ من لذة ومن حقب
تقدَّست مرآتُـك المزمجرة
تقدَّس العنقودُ والعنب
هذا حصاني فارقَ الطفولة
وامتشقَ الوادي المقدَّس
وارتقى الطورَ الهرم
أنا من تراث حرير الهند
أروي صهوتي
ومن ظُـلمِ الحقب
وافترشتني
ثمَّ نامت في العراء
فـوقَ صدري والضياء
أي جسد الشمع المخمَّر
وانفلاتات الصواري
واندلاقات اللجج
أيتها المكتحلة
أيتها المولَّـهة
أيتها الغاويةُ
المغويَّــة
الطيبِّــة
الشرِّيرة
المِشكاتُ والظلمةُ في آنٍ
يا أيها القاعُ السحيق
وهامات الجبل
هذي بلادي ليس فيها من بلادي
غيرَ إسمي والسلاسل
هــي اعتصامُ اللَّــذّةِ الصحراء
هــي
هــي ارتعاشُ الوردِ والحنّــاءِ
هــي
كنتُ لها حاملَ أوراقِ الكتاب
وكانت لــي الجسدَ النبيّــــا
حين أراها ينفلت عقالُ خيلي كلَّها
والعنفوانُ في دمي
ويبرقُ الله في سمــائه السبعين
كطيف شبقـيٍّ
يهطل الطوفان في رئتي
فأردّى صارعاً
وصريعاً
فتحييني قبلتُها النائمةُ
الحسناءُ
على جنحٍ من غواية

الجمعة، 10 يوليو 2009

رحلةُ يوسُفْ


أكاديوس
وارتعشت تلك التي
في موكبِ النحلِ
تغني للرحيق
والحريق
والمطر
أما بدا سراً عليها
لو تحلت بالقلـق
مُنسَكِبٌ ذاكَ الشعاعُ
على النهــادِ
المفعمات بلا سجونٍ
من حليبٍ وعيونٍ
وعســل
لا تسل ماذا دهاني
يا سليل الليل
عني لا تسل
إنني منشغلٌ
بالياسـمين
وبالـبــروق
وبالقُـبـل
هذا شراعُ القلب ممتدٌ
يبالي بي ...
لا و لا
ليس يبالي
بثريـّات اللَّـهب
قامـت ...
وكانت ...
قاب قوسينِ من المجـد
وكنت الصنم الـينتظـر
الأنــامل الشقيـَّة
الـتميد تحت كنهها الجبــال
والطوفان يجثو في وجــل
يا جوقةَ الأقبــاط
هذي مدني لن تسجنوها
لن تردوا محنتها
المقدسة
هذا صليبي شاخصٌ
عند مدار السرَّة المأسـاة
ديني والليالي صولتي
والمهرجان
المهرجان بلا شُعَـل
قوموا الى كهفكم المنصوب
من ألفٍ ...
على صلاته شـطُّ الملـل
خير لكم بأن تناموا ...
أن تربوا الرمل في حفرة ماء
أن تصيدوا الشمس في قارعة المساء
إني حواريٌّ قديـمٌ
يحمل الإنجيلَ في كفٍ
وفي كفٍ سمـاء
لا إناءَ اليومَ نشربُـه
ولا بعضُ إناء
قد ذبُـلت شوارعُ الإنجيل
والتوراةُ ماتت في الخفاء
يا أيها العزيز :
ما كنتُ عشيقَ امرأتك
ما كنت حمّـال الرغيف
أنا الشبقُ العفيف
الذئب سجّان صغاري
الذئب من لحمي
ومن دمي
ومن أصل القبيلة
هذا أبي بكيتُـه العام الذي انقضى
هذي كتاباتي
على ناقوسِ فرعون
على بابِ القيـامة
قد أكلت من لحميَ الحنّـاء
والبابُ القديـمُ حائـرٌ
بين المفاتيـح وبين المسبحة
صاح بالآتي من الأشجار
تمهَّـل يا فتى ..
إنك مجبول على حُلمتِها
والفجرُ تنينٌ قديــمٌ
شاهدَ الغواية الحمراء
على الصراطِ المستقيـم
أنظر إلى الموجِ لقد خاف من الحيتان
ترى هل سافرت فينوسُ إلى الوادي المقدَّس
هل رحلت كل الخطايـا للهضاب
وهل ..
وهل ..
ترى هل كان جلبابُـكَ
بيّـاعاً لكحـلٍ وارتحَـل
هل تكتب المزمورَ على أديمِها النابضِ
بالـوردي ...
باللـوزي ...
باللؤلؤ والمرجان
بالخبرة والجهلِ معاً
إياكَ يوسُفُ لا تطـاوع حسـنها
فإنها جنيَّـةٌ ...
لكنها تحبك اليوم ...
كما المياه للضفاف
كما الوردُ لخدِّ المجدلية
كما آلهة الرقص للباليه
كما كنت تحب الجاهلية
تغويك لكي تعبدهـا
هل كنت تعبد قبلها غير النجوم
هاهي أنثـاك التي تكـلِّم الغيوب
قارورة العطر
التوحشُ فوق كثبان الجسد
كم تمنيت لو أنك تجثو عند ذاك الصدر
حوذيُّ لسيدة الدلاء
كدرويش غارق وسط المجوسية
خرقـته المبلات بالسهر
ستذكِّريني بالمساء
وبالخرافاتِ القديمة
والشتاء
أنا التنين موج البحر
وعدتُ يا أمي المقدسة الرحيمة
أحبك وأنتي ترقبين ارتعاشي
بارتعاش
وعلى الليل حماماتي
تنقِّـر الناقوس
وكنتُ تائهاً في يومها
وسط مسارات القبل



الجمعة، 3 يوليو 2009

حُلمُ يوسُفَ


أكاديوس
أريد أن أنام
فهل تتسع الرؤيا
لكل تفاحك المبعثر فوق سمواتي
أنا يوسفك اللّـَفه سراب الحقيقة
منذ الوجود على عنب الكائنات
ومنذ افتضاح الخليقة ...
ومذ أصبح الإخوة أعداء
ومذ أكل الذئب أبي
وسط الزقاق
هذي دمائي
فدونكِ كلُّ البلاد المراقة
فــيَّ وفي دميَ المستراق
قرابينٌ لكِ كل القصائد
فانظري أي اعتراءٍ
يفترس جسدي
والأقحوان
أيتها القافلةُ التمرُّ فوق أنجمي
قد ضيعوني
فالتزمي خط الرصاص
والمــدى
لا تدعيني في فراشِ البئر
عميقــاً ..
موغلاً في الإنتظار
هذا ســؤالي
هذي دلائــي
والأنيــــن
تلملم الشبق المستريح
بين عروش الرب
والهدهــد
هذا إصبعُ الموتِ والخصب
يمزق نومي المسلول
إنّي عاشقٌ يا امرأتي
والبــئر ثوبــي
مزقيــه
على مسافة خمسة أحرفٍ
من عينيكِ
ولتنامي عمرً أغنيةٍ
فحولي قصصُ الواحات
تترى و المطر
ترجمي معطفكِ الشفاف لي
حتى الغوايــــة
ودعيني لاهيا في حلمة ستاً وستين إله
أرجوك ... أيا مضطربة
أيا أنثى بلا أشرعة
مدي إليَّ يد الغواية
إغويني لكي لا اتوسد نومتي
والأبد
فالفجر يكفرني
أما علمتِ بأن الفجر كافر
كحليَ مازالَ على قوسِ المقـل
لا لن تبيعِ الكحل بعدي
أرجوك بأن تغوين ترحالي
لعلي أرحل عن ترحالي
وأبقى عندك الليلة
والعمرُ قـُبـل
قد هدني طول السفر
قد ماتت الأيام حولي
مثل أحلامِ اليتامى في اللُّعب
مثل جذع النخل كنت
استحرقتني كل حبات الرطب
كل من مات على ديني حلَّق
وغرقتُ
إنني أرنو لعينين تغني لي
طويلاً...
فأنام
akaduoss@yahoo.com