السبت، 27 يونيو 2009

شَبَقُ يوسُفَ (3)


أكاديوس
أنا مسيحٌ أيقظوني
ذاتَ مقصلةٍ
إذ أوقدوا حولي لهاثَ النار
ما كنت مطلوباً
وكانوا إخوتي
لمّا استحالوا فتنةً
في رقعةِ الأسفار
من يومِ مولدهم
وأنا في البئرِ
مرتهـنٌ
خارت نجومي في توحُّدها
وانطوى فيَّ اكتمال
من جثـتـينِ
وموسيقى
وبعضٌ من شفق
وتدلّـى على كل الأراجيحِ
زماني قاتماً
متموجاً مثل اشتغالِ العار
فوق بروج المعدمين
الساكنين بين شراكِ الجوعِ
وحبّاتِ القَـلق
سنابلي لو تدرين يأكلها الصدى
أزيزاً مفعماً بالتفافٍ صارمٍ
يشوي العيون
وينشرُ الأسرار
قد جئتُ قبلتكِ الحزينة
حاسراً مدني
والليل أرديَ في خضابٍ
الشعر جنياً بجنحٍ
مخمليٍ لامعِ العرصات
أوكلتُ كل فراشاتِ الحقولِ
نوافذاً للشهوةِ الملقاتِ في جسدي
وأنتِ هناك ....
وكان الموجُ في صيفٍ يعربدُ
حاملاً خمراً بيزنطياً
يؤثلُ بالثلوج
وعند قوس الثدي مئذنة
من مرمرٍ خجلٍ
يبشِّـرُ بالخلود
كوكبي محضُ ارتطامٍ طائشٍ
في جسدٍ من جسدك
أكتبي فيَّ خطابات
الجنون والهوى
أيتها الأنتِ التي
لا تعرفُ أنتِ
إنني محضُ هنا
أينكِ أنتِ ..؟
akaduoss@yahoo.com

الجمعة، 26 يونيو 2009

شبَقُ يوسفَ (2)


أكاديوس
وَردي عليَّ هزيمةٌ
والأقحوانُ دمٌ ترعرعَ
في سيوفِ القادمين
وإنني نعشُ السماء
الترائ للملائكة اليسمون
الصلاة خطيئةً خرساءَ
صمتي ببابكِ
والحروفُ نوافذٌ القهرِ القديمة
واخضرارُ العشبِ في شفتي
كالأرجوانِ تقادُم
والزمهريرٌ على مشارفِ شهوتي
وأنا الصهيل
عشرونَ عاماً جاهليتنا العتيقة
سافرت رمماً
والسائرون على العشرينِ
ملتحدون
بارك فراتي إنني وجلٌ
من ثغرِ أنثى من حنين
أسلمتُ ذا الجسد المحلِّـق
في الحتوف
إليكِ فاكهتي المفضلةَ
العنيدة
دفقُ راياتي
ومحنةُ أنجمي
وأوهــامَ الجنون
مساكني ملت صدى الجدرانِ
حدَّ الإنغلاق
وأوغلت في المقلتين جروح
هل أنا السجانُ قالت

وهي ترضعني نوارسها
وارتمت في ضفتي جداولاً
وفراشتان
هما بلادي التي لم تلتقي
فيَّ ابتسامتها
والزعفران
حتى القلائدُ غادرتني
وانطوت فيَّ المسارات اللئيمة
أنا ذلك الممتد أشرعة
رحيلاً حالماً بشواطيءٍ
ونوارسٍ بيضاء
من لبنٍ
وتمر
ذاك المساء بكيتُ وردك
إذ تقطِّعَهُ الـذئاب
على سريرٍ من هزيمةِ
ذلك الربِّ الأخيرة
هذي جياعكِ فاكتالي لها
من أنجمي خبزاً بلا ذلٍ
ونوراً غارقاً في لذةِ
الشبقِ المجنحِ
وارقدي في خيمتي
ياوردتي
عشرينَ أغنيةً
حيناً ...
وحيناً آخراً ردِّيني إليكِ
فإنني طفل رماه العري
ظمآناً إلى الألمِ
akaduoss@yahoo.com

الاثنين، 22 يونيو 2009

شبَقُ يوسفَ (1)


أكاديوس
ولطالما أراد الموتَ
في أرضٍ بعيدة
وأن يتـرُك لعقبان الظهيرة
جثة الحب المكورة
التي لم تبصر الشمس
جنيناً راقداً في كهف أمته
المحنطة السعيدة
كان يعوي كالصغار الجائعين
لثدي من حنين
كان يقول :أمي
ستبيعني لأول قافلة مغولية
والذئب بريء من دمي
والبئر جفَّ
من المطر الشتائي الأخير
أيقظه الصياد على شراكٍ
فاستُفِزَّ شراعه النعسان
حيناً وارتجف
كل الفصول بلا قضية
كل الزنازين تكذب في الصلاة
وتعرف أن الرب قام من المقاصل
حاملاً رأسي على وتدٍ
وشرَّع في البكاء
في محاكمتي
وإني أعترف
كان كل الشوق في جسدي
والشوق نار
هل كل ذنبي أنني أحيي النساء
على صهيل من حريق
أم كان ذنبُـك أن تسرِّح الأطفال
حيرى
في متاهات الطريق
أنت المحصَّن فوق كل الترهات
وأنا المعفر بالخمور
وبالصور
قلقي عليَّ بأن أفيق من الغرق
وأبعث حالماً في الآخرين
وجثتي ترد الصلاة
ووردي ليس يعلم
غير معنى للغواية
فيَّ فيترك الأسماك
تغرق في الرمال
لكَ البوادي
فلتنادي
ولتكبِّـر في الغيوم
والشمس تعبدني على ستين نخلة
فالتمس أي احتضار
لاكت الأعراب لحمي
وسنين أعجفت فوقي
وإني حامل نعشي
ونعشك
والمدى ستئنُّ تحت قلاعي
والخورنق يصبغ الجدران
ذاك دمي
أيها الصباغ المجوسي
ذاك دمي
ذاك مداد النار
ذاك الثأر يولد فيَّ
فاحذر
إنني الشبق الينام على كفين
من أنثى مقدسة
وكفك عار
وقالت أنت ترحل بي إليَّ
فأنت سجان بلا قضبان
سـبحان قلبي
قد جهلت ملامحه
وهي الفتية في غمار الإندحار
أنتِ اسوداد لست أفقهه
فإن اكتتبتي
فاكتبي العصيان
فوق حطامي
والأديم
نهض الرقيم
ونامت كل أحرفه
فلتلدني جنيناً
من زمان عابرٍ
وركـام
akaduoss@yahoo.com

الجمعة، 19 يونيو 2009

حوريةُ الأموات


أكاديوس
قد ذبُـلت ضفائركِ الشقراء
فارقدي في ساحة الليل
حريراً هامداً
أو لتموتي فوق حلم العاصفة
جفت فراشات هواك
فحنطتها بين سطوري
قصصاً ملونة
من ورد وماء
وأجداثاً من أرغفة
كان بلا عقل حين أردى إسمه
طوقاً بيزنطياً قديماً
في مهبِّ العاطفة
وتمطى وامتطى خيل الظهيرة
نحو تلال البرتقال
كان يعلم أن الحب من ورقٍ
وأن الشوق من نار
وأنَّ لها وديانَ من شكٍّ
يضيع ببردها
وأصابعاً من عار
من الموت ولدت ياوجعي
وإليك أمضي ...
وعصافيري تهاوت فوق صدري
كجوارب للرصاص
محنتي أني ولدت لنخلة
تعرى بين فخذيها خريف الإنتصار
قطنة الدود على عين اليتامى
و سحاق الراهبات
قصص التلمود
المسربل بالغواية
واللحود
بساتين لدجلة عانقتني
في سني الجاهلية
خوذة لفرات غادر الجيش إلى ساحة الجدران
والجرذان تملأ كوب شرابه
اليقطينة اختزنت بذور الثأر
أنا ذلك الملعون فيكِ ...
وأنت ذي قمري المطرز بالخواتم
والخداع ....
قد مر قلبي فوق شهوتكِ الجحودِ
فأصابه شبقٌ القناع
بنوبةٍ من عنفوان
هذي ظلال حصاني فوق ثديك
ناغيها ....
فإن هربت تعالي نكتب الأسرار
أنتِ لي ...
أم للغــول
أم أنت المراهقة التمرُّ على عروقي
في صهيلٍ واحتضار
ساحرة تعامل بالأكاذيب القديمة
ذاتها تبني قصوراً من زنازين
ومحض عرائش من ياسمين
نازف ومطر
قد بدأت تقرأ الكذب المعاق
بدأت تركب الخطر
عد لبيت صغارك
فالفراشات لا تتزوج الكلمات
لكنها تموت قبل أن تصل النهار
ولطالما تسائلت ياجسدي
عن ما يصلك من أمطار
هل يزهر الرمان في شفتي
هل يزهر الرمان في جسدي
هل يزهر الرمان في لغتي
حورية الموت
ليس الموت من حلمي
فجراحي ماتزال النازفة
هذا المساء يدنو من شوارعك
ليناغي غصنكِ الريّــان
والسكران بالعقد
هيهات لن تبقي متيمة
هيهات لن تلوي على بلد
هيهات ما كل الجراح دمٌ
وما كل السراب غبار
وأشرقت شمس عشتار اللئيمة
فوق تراث جراحه الخضراء
وكان ..
لا يزال يلثم طيف شفاهها
كوريقات الردى
منتحراً بكل شراكها
كافراً
ومبشراً
مختار
akaduoss@yahoo.com

الأحد، 14 يونيو 2009

في رثاءِ أرملةٍ شقراء


أكاديوس
مركبٌ يمضي ..
وآخرُ ينتظر
والموج يسحب كل أشرعتي
وهي في لحد السنين
مزدحَمٌ
تلمَّعُ للسفائن
رقص أغنيةٍ
ووهم فنار
*****
ممشوقةُ اللحظين
مثل خطيئةٍ
مثل حمامة سوداء
يتبعها ياسمين الحلم
والجسد المراقُ
ترمي عليه السحر
فينتحر مختار
*****
الجود في كفِّ الحطام
وفوق الصَّدر أغنيةٌ
وعند البابِ
يرقدُ المفتاح منتظراً
يرسم ظلَّ حريقه
كوكباً من نار
*****
هي كبرياءٌ لجرحٍ
ظلَّ حقيقةَ خوفِه
فتبارت صوبَه أشلاءُ أرصفةٍ
وذئاب وادٍ ..
زَرَع سرابَ دولتِهِ
وراح ينتظرُ
إمتطار
*****
الروحُ أغرقها الهشيم
والجسد استراح على قطارٍ
والطلاسم تنزل في محطة شوقها
تكتب المتوسط المشتق
من ولهٍ
والسور مفترق العناكب
والرؤى أشجار
*****
المسك بين يديه
لعبةُ ساعةٍ
عمرُ فقاعةٍ
مختلَف الشياطين
مسُّ جريرةٍ
والرقى
كل الرقى استعمار
*****
هي لا تعدُّ ضمار
شهوتِها اللَّعوب
سوى أنفاس زنبقة
تطيشُ عند لقاح فراشةٍ
لا تعرف التدوين
والتلوين
والإضمار
*****
كان يظن أن رحيقها
ورداً ...
وأن البحر يعبد ظِـلها
يستنزل الشفق
المحاط بلحظها
يقذفه في لجةِ اللـيل
سهماً غارقاً في الجرح
ينزِفـُـه
فيسيِّر الأعمار
*****
إن تبسِطي للحبِّ جنحكِ
والمراكب
نلتقي ...
في دورة الخصر الجسور
وأنت صغار كرومنا
الحمراء
وإنك أنتِ ..
أنتِ الإصبع البتار
*****
يبُس المساء
وأمتي خانت مبادئها
وجفت المدن المعارة للتتار
وجئتُ ...
أنا رسول أمتك الظلوم
معطف الثلج
المعبأ في لهاث النار
*****
عانقي كلماتي
كلـها وجعٌ
عانت على جسدي
سنين الثــأر
مات الإله
وفرَّت كل جوقته
وأنا ببابـك
كوكبٌ محتار

akaduoss@yahoo.com

الاثنين، 8 يونيو 2009

شيطانٌ و ملاك


أكاديوس
أنشر غلالك في بلاد الطين
إن الجرح مفتون بلونك
والخمور تعد ساعات المساء
على أديم أنثى من سماء
أسراب الشياطين ....
الملائكة ....
التُـقِـل الضوء فوق أجنحة بعيدة
القرص قرص الشمس
لكن الشعير بلا لسان
تخبزه الدفوف
مواقعات بين تنين وثور
في فيافٍ من صدف
جدران غرفتك الحزينة
والسرير بلا روائح عاطفية
كم تقدر عمر الانتظار
دورة الشبق المعلق في الحروف
والهاء تلهث خلف الفاء
كن سعيداً كما بغايا الأنبياء
وريقات لرب تعبر القوس القديم
بلا سبب ...
كما الرايات تعتبر الجثث العنيفة
تكوين انتصار
لا تقرب الشباك في وجه النهار
فالتوت خلف زجاج جبهته
ولونك من غرق
عرق تسرب بين سهدك
وارتكاز الصمت
هلا تلَّمس بعض حبات العرق
قصص تقودك في حريق
أنت ترسُمه على شريان نخلتك
المقـدسة الأخـيرة
مردوخ يا ربَّ أكواخِ الدجاجِ
أو القمر
دعني وأنثى ضيعت سفني
في رافدي زقورة وقناع
إني أصارع وجدها الملعون
والدنيا دويلات أعيرة تناثر في حصير
قبِّـل مويجات سرَّتها طويلاً ....
فالمقــام قصير
وحصانك المجنون أوغل في الشعير
حاصدة بلا حراب
تستلذ بتوت أسود مرتاع
الوهم عش فخاخه العشرين
حاصر جرحها كي ما يفيق فيختصر
عهر المدارات حول العندليب
السور مجرى الأمنيات حديقة
ونوافذ لا تخترقها الأحجيات
أنت مشتغل بصمتك
والعصافير تموت منتحرة
ليس كل الطين طين
لكن كل الرمل رمل
ثديان كانا فوق مولدك الجسور
وكانت تحتك السحب
أسراب النخيل تظلل وحي سرتها
وهي القيامة
يقال : في الجوزاء نجم خديعة
هلا أتيت لنا بفانوس صغير
وزير من عرق
أنثاي جهـراءٌ تسربل حسنها
ذهباً فراتياً حزيناً
مثـل أمي ...
والصهيل
عناقيد صدر الأمنيات
فللأمواج رعشتها
وللغرق افتضاح
أنا أسلك الطرق القديمة في بلاد الطين
الخمر مفتون بجرحي والمساء
يُساقط العنب المبرَّد
فوق أثداء النساء
شياطينَ كنا
أو ملائكة
نعرِّي الخبز فوق سرير وحدتنا
ونغفو في وريقات القزح

akaduoss@yahoo.com