السبت، 28 مارس 2009

يوميّاتُ حلمٍ مُزمِن


أكاديوس


مازلتِ قارب غرقي
وإني ..
مبحرٌ في موج الخطايا
في صحارى الشوق
مدمن
مزمنٌ حبك سيدتي
لاشك مزمن
الجسد المشحون
يسافر في خرائط أنجمي
يبيت على صدري
غمامة من جنون
وموطناً للعسل
كاهنة أنت ِ
لإله لا يستريح
إلا على نزف حروفي
وعقود الياسمين
أنا الملحد في قريتنا
المقدسة
ورب العارفين
فاقبليني رجلاً معقداً
في همس الغيوب
اشتعلت خفقته
ثم تمطى وارتحل
هذا الفرات
على أبواب دجلة
يبكي النساء الحالمات بالدموع
وبالتعب
يزرع الشموع
أشلاء حكاياه
على قبة الخضر
أوراق بردية منزوعة الحروف
ترقب الندى
ضاعت مواويل قلبها
على ضفة الموعد الأخير
عشتار قومي للمنايا
والضحايا
بنهد من حريق
وحنين
هذا حصان الريح ولعه الصهيل
فاستراح على خطاي
وامتطى الغرق
فامنحيني بعض إشراقة وجد
بعض مد
بعض جزر
وصدف
وشوشيني إنني أغشى الكروم
ماتت الأشجار حولي
وانطوى الحلم الأثير
إنني طفلك مازلت
ألاعب وردك
المنثور
مازلت صغير
جسدي مثل حرير سافرت شطآنه
فارتديني
طالما أيقظني الحلم
بذيّاك الجسد


akaduoss@yahoo.com

الخميس، 19 مارس 2009

لوحةُ المستحمَّة


أكاديوس

شلال النور على كتفيك يعذبني
فتعالي نفترش القطرات
نهد من ياقوت هذا
أم مشكات
أم وطن ضيعنا
في مرآة
أم أنك سيدتي تحتالين على فضتنا
والآيات
مشكلة أنت ولو تبقى
ما بقيت لي غير حكايات
لابد تحل جدائلها
لابد تبل الكلمات
لابد لقارئة الكف
بأن ترد الومضات
كانت حزني
ومن الماء ولدت
وكانت صمتي والى الماء تبخر
وكذا ولدت
حاملةً وجه سماءٍ
أي طاقية ورد
أي نافورة أزرق
علميني الحب
كي أنسى الضياع
علميني العشق
كيف أبكي البكاء
وإذا قارنت بين العطر
في جسد تجلى
وارتمى فوق صلاتي
ثم بيني
ثم أني عاشق منذ طراز
يتلظى في مهب العري
والعري إلهي
وقريني
يا سماء الجسد الصلصال
مرمر
سلم أنت إلى العلياء مضطر
كل أسفار حكاياي
نسائي
في هباء
وعلى الغرة الحمراء
أشتد انتصار
واحتضار
واختصار
مستوى الحب لدي انهار
واستوقد عرس النار
وامتد الخطر
والتفت الساق على الساق
وبان العنفوان
إنني ...
أحصد الأسباب في جنح براقي
مخمل أنت
وذا ليلي توارى خلف أعطاف البروق
واستدارت واستدرتِ
وانطوى الخصر إلى السرَّة
والشلال آت
ليس فيكِ
ليس فيَّ
غير أغصان وصنبور اغتراف
وتنصلتُ
إلى القعر و أبصرت مدارات كوجنات إله
تتثدى ..
تتردى ..
تتندى ...
وتضيء الدرب للموج المراق
تلك آياتي تناسيت سناها
كرزتين
مارست كل غوايات العصور الوثنية
ضاجعت كل كهوف الكلمات
واستقرت مزهرية
ها هي الأنوار تأتي
كنوارس
وتشق الجيب قنديلاً
كنرد الغجرية
وعلى شعرك قلبي
يتناسل
يتكاسل
نبضه لا يتواصل
ينقبض مثل مسلات الرصاص
ها أنا ذا ربك الأدنى
وصياد الجهات الأربع
المدمات
في وجه الجحيم
إنني الخبز القديم
للسكارى
والحيارى
ولصوص النار
والأشعار
وأفواه المدينة
عرسك سيدتي الريفية
في الماء
وحزني في المطر
هما يتصلان
ينفصلان
على مضضٍ
إنني المختار في دنيا العسس
وزقاق ما ارتوى من لعب
وأنتِ اليوم عصفور تبدى
لسلالي
كفي رحمة من شفتين
تشرب اللذة
تمتص الحنين
لا تفطميني الساعة
أُدمِع النَّهد
غروراً
وطيوراً
أنني جدب على الماء ارتميت
قلقٌ ينحتني أعمدة مصلوبة
وتمثالاً يفكر
فلندبر حيلة أخرى
لليلة
إنني أخشى بأن يفضحنا
الفجر
عيون القنطروس
إنني أعترش الساعة
غصن الماء
والأرجاء صدى خطواتك
العارية
اللذيذة
الشديدة التفرس
المفترسة
وحشية كل ربى ذاك الجسد
كل الأصابع
كل الكتابات السماوية
المملات عليَّ
لي جسد التابوت
وأنفاس قضية
بارع عمقك من لمس
وظل
ثم همسٍ
ومسجونٍ
ونيِّف
كلما أصدأ
بخمر أتوضأ
مثل طيش لنجوم عابثات
كنتُ وكنتِ
أنتِ وأنتِ
من ركام لركام
من صدام لصدام
ومضينا نحصد الأحلام
في غابات كرز
ونجوم
وحريق
لتعلمي بأنني قاتلكِ المجهول
ياحبيبتي
والخالق العظيم
وأنكِ , سبحان هذا الحسن
منزلة الغيث
وأنوار اليقين
فلتتحد أمواجنا الغارقة
العذراء
على حين حنين
إنما يعبدك الرب
فموتي في انتصار

الثلاثاء، 10 مارس 2009

خيطٌ سرّي


أكاديوس
من سرَّتي يمتد خيط ...
علقت فيه مسامير وأعقاب سكائر
يرسم في سمائي صورة ببغاء
أخرس
فقد آخر ريشاته الصوتية
في صمت الغابات
من سرَّتي يمتد شطٌّ...
من شطوط البارافين الزيتية
عليه عصفور يجاهد كي يقف
وعلى وجه المياه الخوف
من سرَّتي أمتدُّ أمتدُّ
فساتين تبللت من عطرها الغيوم
فأمطرتنا لؤلؤاً مجنون
خبأت فيه جميع رسائلي التي لم تكتب
من سرَّتي يمتد قطار من حقول
تحصد الحنطة فيها مويجات الهواء
وعلى المنجل طيف من بكاء
بارع حبك آلمني فعلمني الغناء
من سرَّتي تمتد خيوط الشمس
تنقش أجساد نسائي بأوشام المدينة
تحملها المراكب في قيض الجنوب
قبائل ثلجية
من سرَّتي تمتد ابتساماتك
أجراس خيول غجرية
وأنا في طقسها المجنون
حمّال وجوه ...
وجه لحبيبتي المهاجر منذ الجرح
وجه أمي اليقلق الرب
وجه أبي اليوقظ الثأر
وجهاً لوجهي
وجهاً ليس وجهي
ليس وجهي
ليس وجهي


الأربعاء، 4 مارس 2009

الحُبُّ في الأرياف


أكاديوس


لا تَعجبي
إن أفقتِ يوماً
وكنتُ على صدركِ
وردةً مبلولةَ الخدَّين
أغفو دونَ أحلامي
ما كنتُ ممسوحَ الخطى
لكنَّ عصفَ الشَّـوق
دحرجها
لوادٍ غير ذي قمرٍ
يا امرأة تحمل الشمس
في كفها اليمنى
والقلبَ في الأخرى
وبين المقلتين
شلال أحزاني
أريدك لا أبغي سواك
أريدك أنثى
بحيرة أسماكي
وأسمائي
تناثر فوقها ريشُ الملائكة
المُحرِمين
من عرشِ الحب
لكعبة الشوقِ والسَّهر
أريدكِ أنثى
لا تشتهي غيري
ولا تفارق صدري المملوء
بكل نوارس الميناء
بكل تواريخ النساء
بكل أشلائي
أريدكِ أنثى من حريق
كبغداد
كالميلاد
كأمواج المرايا
أنثى كلها كرز
كلها ورد
وآهات ابتزاز
أريدكِ أن لا تلمسي غيري
وأن لا تكتبي للحب
إلا بأقلامي
وأن لا تشتري ورقاً
فدونَـك كلُّ أيامي
عندي تستريح قراكِ المتعبات
من التجديف
في إسلامي
وفي خيمتي البيضاء
تفرشين سماكي
وحين يلفني البين
لا أرى أحداً سواكي
أريدك أنثى
تسافر في دمي
كالطيش
كالشبق المسروج ألوية
كالبرتقال تعرى حسنه
مرحاً
أريدك .. أريدك
يا سجّانة العُمر
هذي شراعاتي تبوح بكل جراحها
والنور أورثني الهوى
والأقحوان يغطي صيف أجفاني
حبيبتي
بين يديك كل الكون
أفرشه سجادة زرقاء
أو حمراء
أو قولي بأي أشجار
أطرزها
بأي طيور
سأزرعها
أريدك أنثى
تُرضعني الغواية
واللبن المطعم بالفراولة
فراتية العرس
ريفية الأطوار والفتن
أستيقظُ كلَّ وطنٍ
فأجدها وردةً
تغفو على صدرِ أحلامي
أقبِّـلها
فتذبحني
حباً
وتموت كل أدياني